نساء أسلمن

الأخت روندا النيوزيلاندية اكتشفت الإسلام في إنجلترا

لقد وُلدتُ بالقرب من جنوب “ويلنجتون” بنيوزيلاندا في أسرة نصرانية، وهو ما يعني أننا كنا نستيقظ صباح أيام الأحد، ونذهب (لمدارس الأحد).

كنت أصغر خمسة إخوة، وكنا نذهب إلى (مدرسة الأحد)، بينما كان أمي وأبي نائمين، أتمنى ألاَّ يؤاخذني إخوتي بقولي هذا، وقد اعتدنا على أخذ المال لوضعه في الصحن، ولكنهم اعتادوا على أخذ مالي، والذَّهاب للعب (بالبلياردو)، ونتيجة لذلك أعتقد أن تلك كانتْ تربيةً جميلة متوسطة للمرأة التي تشبه طائر (الكيوي النيوزيلندي) المهاجر، وكنت في (الكورس) الغنائي بالمدرسة، وخضعت للتعميد، فقد كان هذا الشيء جزءًا من حياتنا، لقد كان الأمر شيئًا اجتماعيًّا بصورة أكبر؛ فالوالدان يقومان بواجبهما، ويضعانِنا على الطريق “المستقيم” بتفاؤل.

لم أُصبِح مسلمة فعليًّا حتى العشرينيات من عمري، ولكن روحيًّا كنت أشعر دائمًا أنه موجود.

في فترة مراهقتي، وبوضوح في العمر الذي درستُ فيه بعض المواد النصرانية؛ حيث كان لدي بعض التجارب، وليس فيها ما يهدِّد الحياة بصورة تامة، ولكن عندما تكونين في الثانية عشرة وتقودين جوادًا خارجًا عن السيطرة، وهي نقطة دائمًا أرجع إليها؛ فكل شيء سوى ذلك قد ذهب؛ فقط تضرعت قائلة: “ساعدني يا الله“؛ فالأمر بالنسبة لي ذلك الذي تشعرون به داخليًّا من أن هناك شيئًا أكبر.

والمرة الوحيدة عندما كان عمري17 عامًا دخلتُ إلى البوذية شيئًا قليلاً؛ فقد كان هناك فريق اعتدتُ على الذهاب إليه، وكانتْ هذه النظرة الأولى تُجَاه أحد المعتقدات بعيدًا عن النصرانية، رأيته على النقيض من النصرانية؛ حيث لا تعتقد بوجود إله، فبدأت بترك النصرانية وانتقلت للبوذية، ثم حُمْتُ حول الهندوسية حسب افتراضي.

اكتشاف الإسلام:

ذهبتُ للعيش في “إنجلترا“، ووقت وجودي هناك بدأتُ دورة تعليمية حول مقارنة الأديان؛ فتعرَّفت عليها جميعًا؛ الهندوسية وغيرها من المعتقدات الهندية، والإسلام كان آخر معتقد بالدورة التعليمية، وقبل إنهاء الدورة التعليمية بدأ يظهر أمامي.

أتذكَّر في أحد المواقف المتعلقة بالأمر أن إحدى صديقاتي – وكانت أسترالية، وكانت للتو قد عادتْ من فلسطين المحتلة، وكان لديها بعضُ الكتب حصلتْ عليها من هناك – كان معها هذا الكتاب المسمَّى “المسألة العربية الإسرائيلية”، والذي تعرَّفت على جانبه السياسي، ثم بدأتُ القراءة حول الإسلام، ثم عدتُ إلى وطني بعد ذلك، كنت معتادة على ركوب دراجتي والسير بها في الجوار، وعندما رجعت إلى المنزل جلستُ وفتحت جهاز (التلفزيون)؛ حيث كان هناك برنامج على قناة (بي بي سي) حول الإسلام، وقد بدأ للتو، وكانت أول حلقة من عشر حلقات، الحمد لله، وذلك كان أول مرة يحدث لي شيء خارج عن سيطرتي.

ومن هنا تركتُ المنزل واتجهتُ راكبةً دراجتي إلى مسجد لندن؛ حيث قال أحدهم: “هل نظرت بالداخل ورأيت الثريا الكبيرة؟“، وبدأتْ أشياء بسيطة من هذا النحو تظهر بداخلي، وبدأتُ في مقابلة أناسٍ من المسلمين، وكانتْ أيام رمضان، وكان هناك حديثٌ حول رمضان بالجمعية الإسلامية، وبدأتُ الاستمرار في الذَّهاب.

وبدأت مقابلة أناسٍ من المسلمين في أماكن غريبة؛ حيث ذهبتُ إلى المقاهي، وقابلتُ المسلمين الموجودين هناك، وبالفعل قابلتُ طائرًا مهاجرًا آخر أصبح مسلمًا في (إنجلترا)، وبدأتُ في الذَّهاب إلى المسجد.

الحمد لله؛ فشيء آخر أدركتُه الآن، وهو أني كنتُ موفَّقة بالفعل في الحصول على موعدٍ مع أحد الأئمة بالمسجد – والذي حصل على تعليمه بالأزهر – وكنت أقابله كل يوم أحدٍ في الواحدة بعد الظهر حتى الواحدة والنصف، وكنت أسأله؛ فكان يُجِيب عليَّ، وكنتُ أذهب أقرأ طيلة الأسبوع، وكنت أكتب جميع هذه الاستفسارات، ثم أذهب إليه.

لَكَم أُدرِك أهميةَ ذلك فعليًّا حينئذٍ، ولكن بعد ذلك لاحظتُ أنه في كلِّ مرة كان يُجِيبني فيها أنه يستشهد بالقرآن، وعَرَفت الآن كيف كان ذلك مهمًّا؛ لأنكِ يمكن أن تذهبي إلى المكتبة وتلتقطي كتابًا حول الإسلام كتبه أي أحد، وأدركتُ أهمية ذلك؛ لأن القرآن بين أيدينا، ولكننا نحتاج لتفسيره الصحيح.

وبعد مرور عامين على أولِ يومٍ بدأت الدورة التعليمية فيه حول الإسلام؛ حيث أعلنت الشهادتين في لندن، وأتذكر أني قلت: إني على يقين 100 % تجاه القرآن وكل شيء، ولكن لم أرتدِ الحجاب وقتها، وكانت تلك آخر محطاتي.

المصدر: شبكة الألوكة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى