اليوم العالمي للحجاب
حينما تغطي المرأة رأسها وجسدها, فإنها تعطي رسالة صامتة بوجوب احترام جسدها وأنها مثل اللؤلؤة المحفوظة داخل آنية زجاجية, وأنه ليس لأحد الحق في مراقبتها. وكذلك فإنها تطلب من الآخرين عدم الحكم عليها عن طريق ما تبديه من جسدها فقط, وأن يحكموا عليها من خلال شخصيتها وسلوكها. وقد احترم الإسلام حرية المرأة في أن تحفظ جسدها بعيداً عن عيون المتطفلين.
ولكن غير المسلمات لا يعرفن قيمة هذا الحجاب لأنهن لم يجربنه أبداً من قبل ويعتقدن أنه سيعوقهن أو أنه مجرد عادات اعتادت عليها بعض المجتمعات. ولذلك كانت فكرة يوم الحجاب العالمي الذي سيعقد عامه الثاني في الأول من فبراير عام 2014, حيث يدعو منظموه غير المسلمات بتجربة الحجاب ليوم واحد والحكم عليه.
وتعود فكرة يوم الحجاب العالمي إلى “نظمة خان” وهي إمرأة أمريكية من أصل بنجلاديشي.
نظمة خان صاحبة فكرة اليوم العالمي للحجاب
وتشير خان في حديث لها مع موقع “بي بي سي” إلى أنها قد واجهت قدراً كبيراً من التمييز العنصري بسبب حجابها حينما جاءت من بنجلاديش إلى أمريكا في الحادية عشر من عمرها. وحينما انتقلت إلى الجامعة وكان ذلك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر, كان زملاؤها يلقبونها “بالإرهابية”.
وقالت خان: إنها كانت تعتقد أن أفضل طريقة لوضع حد لهذا التمييز العنصري ضد حجابها هو دعوة غير المسلمات إلى تجربته. وتقول خان أن هذا اليوم يهدف إلى أن تحكم غير المسلمات أو حتى المسلمات غير المحجبات على الحجاب من خلال تجربة ارتداءه.
ويعلق الإمام “اسماعيل بن موسى مِنك” مفتي زيمبابوي على يوم الحجاب العالمي بقوله أنه يخلق الوعي اللازم لدى المجتمعات التي قامت بحظر الحجاب وأنه يعطي رسالة بأن ضرر حظر الحجاب أكثر من نفعه.
وشهد العام الأول ليوم الحجاب العالمي إقبالاً كبيراً من قبل غير المسلمات لتجربة ارتداء الحجاب. الطالبة البريطانية “جيس روديس” 21 عاماً, من بين أحد الفتيات التي قامت بتجربة الحجاب ليوم واحد في العام الماضي. وكانت روديس تتصور أنها يجب أن تكون مسلمة لكي ترتدي الحجاب, ولكن صديقة لها قد أقنعتها بعدم ضرورة أن تكون مسلمة لكي ترتدي الحجاب. وقالت أنها قد قررت ارتداء الحجاب لمدة شهر كامل وليس يوماً واحداً فقط, وحينما أخبرت أبويها بهذا الأمر, تخوفا فقط من احتمالية تعرضها للسخرية في الشارع. ولكنها بعد 8 أيام فقط من ارتداء الحجاب, فوجئت بإيجابية التجربة تماماً خصوصاً في المحلات التجارية, وأنها سوف تقوم بارتداءه من آن لآخر.
الطالبة البريطانية “جيس روديس” التي قامت بتجربة الحجاب
وتتعرض المسلمات لبعض أنواع التمييز العنصري في الولايات المتحدة بسبب حجابهن. وبسبب هذا التمييز قامت الفتاة الأمريكية “إيلا“, 17 عاماً بتجربة الحجاب بعد أن أخبرتها إحدى الصديقات تعرض صديقة مسلمة لمضايقات بسبب حجابها. وقالت إيلا أنها قامت هي وصديقتها التي أخبرتها بهذا الأمر بارتداء حجاب على رؤسهن والذهاب رأساً إلى المجمع التجاري لتتحقق من ذلك بنفسها. وقالت أنها في العادة يقوم البائعون بعرض المساعدة عليها وإلقاء الابتسامات والتحية, إلا أنها في ذلك اليوم لم يحدث ذلك, إنهم لا يريدون النظر إليهم أو مساعدتهم أبداً. وأبدت إيلا تعاطفها مع النساء المسلمات التي يتعرضن لمضايقات في الولايات المتحدة بسبب حجابهن.
ولا تتعرض المسلمات للتمييز بسبب حجابهن فقط من قبل المواطنين, ولكن أيضاً من قبل العديد من الحكومات الغربية, ففي عام 2007 اجهشت “هاجر أوتبيه” لاعبة الجودو الكندية التي كانت تبلغ 11 عاماً بالبكاء بعد أن قرر المسؤولون في الاتحاد الكندي للجودو استبعادها من المنافسات الوطنية بسبب حجابها. وقامت أيضاً حكومة مقاطعة “كيبك” في كندا بحظر الحجاب في المؤسسات الحكومية, حيث اعترض العديد من الكنديين على القرار. ويأمل منظمو اليوم العالمي للحجاب في تفهم الناس للحجاب وعدم الحكم عليه دون تجربته.