شبهات حول الإسلام

دين البابية ونسخ جميع الأديان

الباب:

يعتقد فيه البابيون أنه أتم، وأكمل هيكل بشري ظهرت فيه الحقيقة الإلهية، وأنه هو الذي خلق كل شيء بكلمته، والمبدأ الذي ظهرت عنه جميع الأشياء، أو هو – كما يعبر جولدزيهر -: “أرفع مراتب الحقيقة الإلهية التي حلت في شخصه حلولاً مادياً وجثمانيًا”[1] وهو حقيقة كل نبي ورسول وقديس.

وإليك نص ما قاله الباب نفسه عن نفسه: “كنت في يوم نوح نوحًا، وفي يوم إبراهيم إبراهيم، وفي يوم موسى موسى، وفي يوم عيسى عيسى، وفي يوم محمد محمداً، وفي يوم “علي قبل نبيل”[2]، علي، ولأكونن في يوم من يظهره الله من يظهره الله، وفي يوم من يظهره من بعد من يظهره الله من بعد من يظهره الله إلى آخر الذي لا آخر له قبل أول الذي لا أول له. كنت في كل ظهور حجة الله على العالمين”[3] أي هو الحقيقة الإلهية التي ظهرت من قبل، وستظل تظهرا أبدا في أجسام بشرية. وهذا النص الثابت يهدم ما تزعمه البهائية من أن الباب لم يكن سوى مبشر بظهور البهاء.

وكفر الباب قديم لهج به الغنوصيون[4] والصوفيون، غير أن الباب لم يجد التعبير عنه، ليخفي معالم سرقة الكفر أو ليظهر الكفر جديداً.

أمور الآخرة:

كفر الباب بالقيامة كما فصل أمورها، ووصفها القرآن، وأخذ بتفسير الباطنية لها، أو بجحود الباطنية بها، فقد قال عن القيامة: إنها قيام الروح الإلهية في مظهر بشري جديد، وعن البعث: إنه هو الإيمان بألوهية هذا المظهر! وعن لقاء الله يوم القيامة: إنه لقاء الباب؛ لأنه هو الله!

وعن الجنة: إنها الفرح الروحي الذي يشعر به من يؤمن بالمظهر الإلهي.

وعن النار: إنها الحرمان من معرفة الله في تجلياته في مظاهره البشرية [5]، وزعم أنه البرزخ المذكور في القرآن؛ لأنه كان بين موسى وعيسى.

فهل ثم من جديد في هذا الكفر الذي أرسى عليه الباب أصول دينه؟ كلا، وسيأتي الدليل.

الرجعة:

فسرها الباب – أخذاً عن الشيخية – برجوع الصفات الإلهية، وتجليها مع أثارها في مظهر جديد للحقيقة الإلهية[6].

شرعة الباب:

ألغى الباب الصلوات الخمس، وصلاة الجمعة، وصلاة الجماعة إلا في الجنازة! وقرر أن الطهر من الجنابة غير واجب، وأن القبلة هي البيت الذي ولد فيه بشيراز، أو مكان سجنه، أو البيوت التي عاش فيها هو وأتباعه. وهي نفس الأماكن التي فرض على أتباعه الحج إليها[7].

أما الصوم: فمن شروق الشمس إلى غروبها، ومدته شهر بابي، وعدته تسعة عشر يوما، وهذا الشهر يقع دائما في أول الربيع. وقد أباح الباب لإتباعه قضاء خمسة أيام قبل الصيام في لهو ومجانة تنطلق فيها النفس انطلاق الشهوة العارمة لا تأبه بدين ولا قانون، ولا مجتمع.

أما الزكاة فخمس العقار، وتؤخذ في آخر العام من رأس المال وتعطى للمجلس البابي المؤلف من تسعة عشر عضواً[8].

أما الزواج: فإجباري بعد بلوغ الحادية عشرة، ويكفي فيه رضاء الطرفين.

ويجوز إيقاع الطلاق تسع عشرة مرة، وعدة المطلقة تسعة عشر يوماً.

ولا يجوز الزواج بأرملة إلا بعد دفع دية، وإلا بعد انقضاء عدتها، ومقدارها خمسة وتسعون يوماً.

وقد حرم على المرأة الحجاب طواعية لشهوة قرة العين التي عاشت حياتها كلها مسفرة إسفار الدنس والمجانة، تدمر الأعراض، وتوحي إلى الباب بدينه! ويعيش معها شيوخ البابية في فجور الجسد الممتهن.

وقد ألغت البابية جميع العقوبات المادية والأدبية، ولم تبق سوى الدية التي يدفعها من يريد الزواج بأرملة!

ولا تحكم البابية على شيء بالنجاسة، فالإنسان حينما يعتنق البابية يصبح طاهرا، ويصبح كل ما يملكه كذلك.

وتوجب البابية دفن الميت في قبر من البلور، أو المرمر المصقول، ووضع خاتم في يمناه منقوش عليه فقرة من كتاب البيان.

والميراث لسبعة أنواع: الولد والزوج أو الزوجة والأب والأم والأخ والأخت والمعلم. والنصيب الأوفى من الميراث يكون للولد.

والعيد الرئيسي عند البابية هو عيد النيروز ومدته تسعة عشر يوما. وفي صباح كل جمعة يجب استقبال الشمس بالسلام [9].

نسخ جميع الأديان:

قال الباب في رسالة بعث بها إلى الشيخ محمود الألوسي صاحب تفسير (روح المعاني) عن دينه الذي يدعو إليه: “من لم يدخل في دين الله – أي دينه – مثله كمثل الذين لم يدخلوا في الإسلام”[10] وقال – وشيطانه الموحي قرة العين -: “كل من كان على شريعة القرآن كان ناجيا إلى ليلة القيامة أي من يوم الساعة، وهي الساعة الثانية والدقيقة الحادية عشرة من غروب شمس اليوم الرابع، وأول الليلة الخامسة من شهر جمادي الأولى سنة 1260هـ”[11] يعني الساعة التي أعلن فيها أنه القائم، أو المظهر الإلهي الجديد!؛ ولهذا حرم الباب على أتباعه جميعا قراءة القرآن، فقام البابيون بتحريق المصاحف وذر رمادها! وكل امرئ لا يدخل دين البابية كافر جاحد مهدور الدم.

يفضل نفسه على خاتم النبيين:

يقول الباب: “إنني أفضل من محمد كما أن قرآني أفضل من قرآن محمد، وإذا قال محمد بعجز البشر عن الإتيان بسورة من سور القرآن، فأنا أقول بعجز البشر عن الإتيان بحرف مثل حروف قرآني. إن محمداً كان بمقام الألف، وأنا بمقام النقطة”[12].


 

 

الهوامش:

[1] مادة باب، دائرة المعارف الإسلامية، ص256 تاريخ البابية، ص242 العقيدة والشريعة.
[2] تلقب الشيعة محمدًا بلقب (نبيل) فمعنى (علي قبل نبيل) – وهو مصطلح شيعي – (علي قبل محمد).
[3] ص237 التراث اليوناني ترجمة الدكتور عبدالرحمن بدوي.
[4] جماعة عاشوا في أربعة القرون الأولى من ميلاد المسيح، منهم المسيحيون واليهود والوثنيون، ولهذا كان مذهبهم أمشاجاً من المسيحية المفلسفة، والأساطير الفارسية القديمة واللاهوت اليهودي، والفلسفة اليونانية، وبخاصة الأفلاطونية والفيثاغورية والرواقية.
[5] ص411 الكواكب الدرية ج-1 ص28، بهاء الله والعصر الجديد ص251 تاريخ البابية.
[6] ص412 الكواكب الدرية ج-1.
[7] وصى الباب عند ظهور رجل مقتدر من أتباعه بهدم جميع الأماكن المقدسة عند جميع الطوائف، ومنها الكعبة. ص353 تاريخ البابية، ص158 العقائد لعمر عنايت.
[8] مادة باب دائرة المعارف الإسلامية 57.
[9] تاريخ البابية، ص165 ج-3 تاريخ الشعوب الإسلامية.
[10] ص98 ج-3 رسائل الإصلاح للشيخ محمد الخضر الحسين شيخ الأزهر الأسبق.
[11] ص251 تاريخ البابية.
[12] النقطة هي الحقيقة الإلهية في التعين الأول. أما الألف فالصورة الحاكية عنه، يريد من هذا أنه هو الأصل الذي تفرع عنه كل كائن، ومنهم محمد.

المصدر: الألوكة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى