حقيقة الإسلام

قالوا عن الإسلام والقرآن (2)

 

الكونت هنري دي كاستري  Cte.H.de Castries

“.. ان العقل يحار كيف يتأتي ان تصدر تلك الآيات عن رجل امي وقد اعترف الشرق قاطبة بانها آيات يعجز فكر بني الإنسان عن الإتيان بمثلها لفظاً ومعنى. آيات لما سمعها عقبة ابن ربيعة حار في جماها، وكفى رفيع عبارتها لإقناع عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) فآمن برب قائلها، وفاضت عين نجاشيّ الحبشة بالدموع لما تلى عليه جعفر بن ابى طالب سورة زكريا وما جاء في ولادة يحيى وصاح القسس ان هذا الكلام واردٌ من موارد كلام عيسى (عليه السلام) .. لكن نحن معشر الغربيين لا يسعنا ان نفقه معاني القرآن كما هي لمخالفته لافكارنا ومغايرته لما ربيت عليه الامم عندنا، غير انه لا ينبغي ان يكون ذلك سبباً في معارضة تأثيره في عقول العرب، ولقد اصاب (جان جاك روسو) حيث يقول: (من الناس من يتعلم قليلاً من العربية ثم يقرأ القران ويضحك منه ولو انه سمع محمداً صلى الله عليه وسلم يمليه على الناس بتلك اللغة الفصحى الرقيقة وصوته المشبع المقنع الذي يطرب الاذان ويؤثر في القلوب.. لخرّ ساجداً على الارض وناداه: ايها النبي رسول الله خذ بيدنا إلى مواقف الشرف والفخار او مواقع التهلكة والاخطار فنحن من اجلك نودّ الموت او الانتصار) .. وكيف يعقل ان النبي صلى الله عليه وسلم الّف هذا الكتاب باللغة الفصحى مع انها في الازمان الوسطى كاللغة اللاتينية ما كان يعقلها الا القوم العالمون.. ولو لم يكن في القرآن غير بهاء معانيه وجمال مبانيه لكفى بذلك ان يستولي على الافكار ويأخذ بمجامع القلوب..” 

“اتى محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن دليلاً على صدق رسالته، وهو لا يزال إلى يومنا هذا سرّاً من الاسرار التي تعذر فك طلاسمها ولن يسبر غور هذا السر المكنون الاّ من يصدق بانه منزل من الله..” 

“.. قد نرى تشابهاً بين القرآن والتوراة في بعض المواضع، الا ان سببه ميسور المعرفة.. إذا لا حظنا ان القرآن جاء ليتممها، كما ان النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء والمرسلين” 

 

_ول ديورانت W.Durant

“.. ظل القرآن اربعة عشر قرناً من الزمان محفوظاً في ذاكرة المسلمين يستثير خيالهم، ويشكل اخلاقهم، ويشحذ قرائح مئات الملايين من الرجال. والقرآن يبعث في النفوس اسهل العقائد، واقلها غموضاً، وابعدها عن التقيد بالمراسم والطقوس، واكثرها تحرراً من الوثنية والكهنوتية. وقد كان له اكبر الفضل في رفع مستوى المسلمين الاخلاقي والثقافي، وهو الذي اقام فيهم قواعد النظام الاجتماعي والوحدة الاجتماعية، وحرضهم على اتباع القواعد الصحية، وحرر عقولهم من كثير من الخرافات والاوهام، ومن الظلم والقسوة، وحسّن احوال الارقاء، وبعث في نفوس الاذلاء الكرامة والعزة، واوجد بين المسلمين.. درجة من الاعتدال والبعد عن الشهوات لم يوجد لها نظير في اية بقعة من بقاع العالم يسكنها الرجل الابيض..”

“وقد كان أهل الذمة: المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون، يتمتعون في عهد الخلافة الأمويةبدرجة من التسامح لا نظير لها في البلاد المسيحية في هذه الأيام، فقد كانوا أحرارًا في ممارسة شعائرهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم”.
“وبقيت الكثرة الفعَّالة من أهل بلاد الشام مسيحية حتى القرن الثالث الهجري ، ويحدثنا المؤرخون أنه كان في بلاد الإسلام في عصر المأمون أحدَ عَشَرَ ألف كنيسةٍ، كما كان فيها عدد كبير من هياكل اليهود ومعابد النار، وكان المسيحيون أحرارًا في الاحتفال بأعيادهم علنًا، وكان الحجاج المسيحيون يأتون أفواجًا آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين.
ولقد ذهب المسلمون إلى أبعد من هذا في حماية المسيحيين، إذ عيَّن والي أنطاكية في القرن التاسع الميلادي حرسًا خاصًّا يمنع الطوائف المسيحية المختلفة من أن يقتل بعضُها بعضًا في الكنائس، وانتشرت في أديرة الرهبان أعمالهم في الزراعة، وإصلاح الأراضي البور.. واتخذ غير المسلمين على مَرِّ الزمن اللغة العربية لسانًا لهم، ولبسوا الثياب العربية، ثم انتهى الأمر باتِّباعهم شريعة القرآن، واعتناق الإسلام”.

 

يوجينا غيانة ستشيجفسكا Bozena-Gajane stryzewska

“ان القرآن الكريم مع انه انزل على رجل عربى امي نشأ في امة امية، فقد جاء بقوانين لا يمكن ان يتعلمها الإنسان الاّ في ارقى الجامعات، كما نجد في القرآن حقائق علمية لم يعرفها العالم الا بعد قرون طويلة”

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى