النصرانية

إدخال فقرة التثليث زورا في أسفار العهد الجديد

اللواء: أحمد عبد الوهاب

رأيناً سلفاً ما قرره علماء الكتاب المقدس من قيام كتبة الأسفار المسئولين عن نسخها وحفظها “بإدخال تصحيحات لاهوتية على تحسين بعض التعابير التي كانت تبدو لهم معرضة لتفسير عقائدي خطر” فحرفوا نصوصها وفق أهوائهم ومعتقداتهم. ولعل أخطر تحريف تعرضت له أسفار العهد الجديد هو فقرة التثليث التي أدخلها كاتب مزور مجهول في رسالة يوحنا الأولى (الأصحاح رقم 5، الفقرة رقم 7)، والتي تقول – حسب ترجمة البروتستانت الشائعة- ما يلي:

فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد“.

كما تظهر هذه الفقرة في الكتاب المقدس للكاثوليك، طبعة 1985، والترجمة الإنجليزية الشهيرة المعروفة باسم: نسخة الملك جيمس.

لكن هذه الفقرة المزورة بدأت إزاحتها من أغلب التراجم الحديثة.

فقد أزيحت من ترجمة العهد الجديد للكاثوليك الصادرة عن منشورات دار المشرق ببيروت – الطبعة العاشرة – 1985، مع إشارة في الحاشية تقول: “في بعض الأصول: الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد: لم يرد ذلك في الأصول اليونانية المعول عليها، والأرجح أنه شرح أدخل إلى المتن في بعض النسخ”.

كما أزيحت فقرة التثليث من الكتاب المقدس – للبروتستانت- الذي صدر عن: دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط – طبعة العيد المئوي 1883-1993، ولكن بطريقة مخادعة. فقد صدرت هذه الطبعة وفي صفحاتها الأولى تنبيه خطير يقول: “الكلمات التي بين هلالين هكذا (…) يدلان على أنه ليس لهذه الكلمات وجود في أقدم النسخ وأصحها“.

إن هذا يعني بداهة أن تلك الكلمات التي بين قوسين يجب شطبها أو محوها باعتبارها تحريفاً دخيلاً على النص. وتقرأ فقرة التثليث في هذه الطبعة كالآتي:

فإن الذين يشهدون (في السماء) هم ثلاثة (الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد)“.

وبشطب الكلمات التي بين قوسين في هذه الفقرة، وفي الفقرة التالية لها التي تتكلم عن أن الإنسان يكون من: الروح والماء والدم، تصير الفقرتان بعد التصحيح كالآتي: “فإن الذين يشهدون هم ثلاثة: الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد“. ولقد بينا ذلك في الملحق (ج).

هذا، ولقد أزيحت فقرة التثليث هذه من الترجمة الإنجليزية الحديثة التي قام بها 32 عالماً وصدرت عاما 1952 والمعروفة باسم: Revised Standard version.

كما أزيحت من أغلب التراجم الفرنسية الهامة التي صدرت في القرن العشرين مثل:

الترجمة الفرنسية المسكونية، وترجمة أورشليم الفرنسية.

بعد هذا هل يشك عاقل في أن الكتاب المقدس عامة ومكونية الرئيسيين خاصة وهما التوراة والإنجيل قد تعرضا لتحريفات خطيرة، يحاول علماؤه اليوم تصحيح ما يمكن تصحيحه. ولكن هيهات…

المصدر: شبكة الألوكة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى