بطلان القول بالصدفة
الحق : أنه ما من إنسان ٍعاقل في هذه الدنيا : ينبغي له أن يؤمن بهذه الصدفة !!!..
لأن كلمة الصدفة هي الكلمة التي استبدل بها الملحدون اسم الله عز وجل من قاموس عقولهم المريضة !!!…
فادّعوا بذلك عقلانية التفكير !!!.. ولا يعلمون أنهم قد وقعوا في أكثر المناطق تخلفا ًفي التفكير بالنسبة للعقل البشري !!!.. والتي هي حتى : لا يقبلها عقل طفل صغير !!!..
والذي لو رأى مركبا ًخشبيا ًصغيرا ًيسير في الماء : ثم أخبره أحد الأشخاص بأن هذا المركب الصغير : قد اجتمعت ألواحه صدفة !!.. ثم تقطعت بالطول والعرض حسب الشكل المطلوب للمركب صدفة !!!.. ثم قامت الحبال والمسامير بتربيطها بكل دقة صدفة :
لنظر الطفل الصغير إليه متعجبا ًوقال له عن يقين : أأنت مجنون ؟!!!..
فإذا كان هذا الطفل الصغير قد أصدر حكما ًواعيا ً في مسألة مركب صغير نسبوا بنائه للـ صدفة !!!.. فما بالنا بهذا الكون العظيم ؟؟!!.. والذي يسير كل ما فيه : وفق نظام بديع ودقيق : تعجز عن وصفه الألسن !!!.. وذلك من أكبر أجرامه ونجومه وكواكبه : وحتى أصغر ذراته وجزيئاته وألكتروناته !!!…
بل : وهناك أيضا ًملايين الملايين من العمليات التي تتم في أجسادنا الآن : ولا نعلم عنها شيئا ً!!..
أليس كذلك ؟؟..
هضمٌ وتفكير !!!.. وتنفسٌ وضخ دم وتنظيف !!!.. وميلاد خلايا جديدة وموت أخرى !!!…. إلخ ..
كل ذلك في تناسق ونظام بديع كامل : لا يقدر عليه إلا خالق قادر حكيم خبير مُبدع !!!…
فهل الصدفة التي يعتبرها الناس دوما ًعنوانا ًللـ عشوائية : هل هي كذلك ؟؟!!!..
بل ولو افترضنا جدلا ًوهذا مستحيل بالطبع أن الصدفة أنشأت لنا في إحدى خبطاتها العشوائية : كل هذا الكمال في الكون مرة واحدة !!!!.. فالسؤال الجدير بالتفكير فيه هو :
لماذا لم نرى خبطات عشوائية أخرى في الكون حتى الآن ؟!!.. لماذا توقفت هذه الصدفة عن الخلق عند هذه النقطة بالذات ؟؟!!.. هل الصدفة تعقل : حتى نقول عنها أنها : قد رضيت بنتيجة ما خلقته : فتوقفت عن العمل والخلق والخبطات العشوائية الجديدة فجأة !!!!…
بل : ولماذا توقفت عجلة الصدفة عن إنتاج مخلوقات أخرى جديدة معنا في هذا الكون ؟؟!!!..
لماذا لا نراها تعمل إلى الآن : كما نرى الله عز وجل يخلق لنا في كل يوم ملايين الملايين من المخلوقات !!!!…
وصدق الله العظيم القائل لكل إنسان ٍعاقل في كتابه القرآن الكريم :
” وفي الأرض : آياتٌ للموقنين !!!.. وفي أنفسكم : أفلا تبصرون ” ؟!!..
الذاريات 20-21 .. بل : وما أكثر الآيات من حولنا في الكون وفي كوكبنا : ولكن :
ما أكثر الجاحدين !.. يقول الله تعالى في القرآن الكريم أيضا ًمُخاطبا ًكل البشر :
” إن في خلق السماوات والأرض .. واختلاف الليل والنهار .. والفلك أي السُـفن التي تجري في البحر بما ينفع الناس وهي إشارة لقوانين المياه .. وما أنزل الله من السماء من ماء : فأحيا به الأرض بعد موتها .. وبث فيها من كل دابة .. وتصريف الرياح .. والسحاب المُسخر بين السماء والأرض : لآياتٍ لقوم ٍ يعقلون “ !!..
البقرة 164 ..
أي أن الإنسان السوي العقل والفطرة : يكفيه فقط النظر في الكون من حوله .. ومن فوقه .. ومن أسفل منه : ليرى بديع صنع الله تعالى في كل ذرة !!.. بما في ذلك : التوازن الكامل الدقيق بين كل عناصر الكون وكوكب الأرض من : ماء .. وهواء .. وزرع .. وجماد .. وحيوان !!!..
بل ولو نظر الإنسان في نفسه كما أخبر الله تعالى : لوجد مثل ذلك الإبداع والإعجاز أيضا ً!…
فكل شيء في أجسادنا : له وظيفة محددة يقوم بها على أكمل وجه !!!!… فهل الصدفة :
هي التي تخطط وتدير كل هذا ؟.. وتوحيه لكل إنسان ٍعند ولادته : بلا تغيير ؟؟؟!!!…
وهل هي أيضا ًالتي تأمر المياه أن تتصرف كمياه !.. والجبال كجبال !.. والطيور كالطيور ؟!…
فسبحان الله عمّا يقول المُـلحدون عبيد الصدفة !!!!…
ومن هنا نرى أن كل شيء في هذا الكون : يسير وفق مشيئة الله تعالى .. حتى أن ما يراه أكثر الناس صدفة : هو في الحقيقة : من تدبير الله عز وجل !!.. حيث كل فعل في الحقيقة : له سبب عند الله تعالى : سواءٌ علمناه : أو لم نعلمه !!!..
وهذا شيء ملموس في حياة كل منا جميعا ً!…
فينبغي لمن يؤمن بذلك أن يتعظ ويراجع نفسه وعقله :
للتفكير في هذه المسألة من جديد !..
أبو حب الله ، منتدى التوحيد والجهاد