القرآن

قالوا عن القرآن (1)

المستشرق الأمريكي واشنجتون ايرفنج W. Irving 

“كانت التوراة في يوم ما هي مرشد الإنسان واساس سلوكه. حتى إذا ظهر المسيح (عليه السلام) اتبع المسيحيون تعاليم الإنجيل، ثم حلّ القرآن مكانهما، فقد كان القرآن اكثر شمولاً وتفصيلاً من الكتابين السابقين، كما صحح القرآن ما قد ادخل على هذين الكتابين من تغيير وتبديل. حوى القرآن كل شئ، وحوى جميع القوانين، إذ انه خاتم الكتب السماوية..” (2) “يدعو القرآن إلى الرحمة والصفاء والى مذاهب اخلاقية سامية

 

مارسيل بوازار

“لابدّ عند تعريف النصّ القدسى في الاسلام من ذكر عنصرين، الاول انه كتاب منزل ازلي غير مخلوق، والثاني انه (قرآن) اي كلام حي في قلب الجماعة.. وهو بين الله والانسانية (الوسيط) الذى يجعل اي تنظيم كهنوتى غير ذي جدوى، لانه مرضيّ به مرجعاً اصلياً، وينبوع إلهام اساسي.. ومازال حتى ايامنا هذه نموذجاً رفيعاً للادب العربى تستحيل محاكاته. انه لا يمثل النموذج المحتذى للعمل الادبي الأمثل وحسب، بل يمثل كذلك مصدر الادب العربي والاسلامي الذي ابدعه، لأن الدين أوحى به هو في اساس عدد كبير من المناهج الفكرية التي سوف يشتهر بها الكتاب..”

لقد اثبت التنزيل برفضه الفصل بين الروحي والزمني انه دين ونظام اجتماعي.. ومن البديهي ان التنزيل والسبيل الذي ظن امكان استخدامه فيه قد طبعا المجتمع بعمق..”
“.. ان القرآن لم يقدّر قط لإصلاح اخلاق عرب الجاهلية، انه على العكس يحمل الشريعة الخالدة والكاملة والمطابقة للحقائق البشرية، والحاجات الاجتماعية في كل الازمنة”
“.. يخلق الروح القرآني مناخ عيش ينتهي به الامر إلى مناغمة التعبيرات الذهنية والمساواة بين العقليات والنظم الاجتماعية بأكثر مما تفترض التصريفات السياسية والطوابع الايديولوجية التي تسند إلى الدول. ولا يكفي قط ما يتردد عن درجة تأثير القرآن الكبرى في (الذهنية الاسلامية) المعاصرة، فهو ما يزال مصدر الالهام الفردى والجماعي الرئيسى، كما انه ملجأ المسلمين وملاذهم الاخير”

ان الادوات التى يوفرها التنزيل القرآني قادرة ولا ريب على بناء مجتمع حديث..” )

د. موريس بوكاي Maurice Bucaille

“لقد قمت اولاً بدراسة القرآن الكريم، وذلك دون اي فكر مسبق وبموضوعية تامة باحثاً عن درجة اتفاق نصّ القرآن ومعطيات العلم الحديث. وكيف اعرف، قبل هذه الدراسة، وعن طريق الترجمات، ان القرآن يذكر انواعاً كثيرة من الظاهرات الطبيعية ولكن معرفتي كانت وجيزة. وبفضل الدراسة الواعية للنصّ العربي استطعت ان احقق قائمة ادركت بعد الانتهاء منها ان القرآن لا يحتوى على اية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث. وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القديم والاناجيل. اما بالنسبة للعهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب إلى ابعد من الكتاب الاول، اي سفر التكوين، فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينها وبين اكثر معطيات العلم رسوخاً في عصرنا. واما بالنسبة للاناجيل … فاننا نجد نص انجيل متي يناقض بشكل جلي انجيل لوقا ” وان هذا الاخير يقدم لنا صراحة امراً لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الارض.” 
“لقد اثارت الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتى العميقة في البداية. فلم اكن اعتقد قط بامكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحدّ من الدعاوى الخاصة بموضوعات شديدة التنوع ومطابقته تماماً للمعارف العلمية الحديثة، ذلك في نص كتب منذ اكثر من ثلاثة عشر قرناً. في البداية لم يكن لي اي ايمان بالاسلام. وقد طرقت دراسة هذه النصوص بروح متحررة من كل حكم مسبق وبموضوعية تامة..” 
“.. تناولت القرآن منتبها بشكل خاص إلى الوصف الذي يعطيه عن حشد كبير من الظاهرات الطبيعية. لقد اذهلتني دقة بعض التفاصيل الخاصة بهذه الظاهرات وهي تفاصيل لا يمكن ان تدرك الا في النص الاصلي. اذهلتني مطابقتها للمفاهيم التي نملكها اليوم عن نفس هذه الظاهرات والتي لم يكن ممكنا لاي انسان في عصر محمد صلى الله عليه وسلم ان يكون عنها ادنى فكرة..” 

“.. كيف يمكن لانسان – كان في بداية امره اميّاً -.. ان يصرح بحقائق ذات طابع علمي لم يكن في مقدور اي انسان في ذلك العصر ان يكونها، وذلك دون ان يكشف تصريحه عن اقل خطأ من هذه الوجهة؟ ” 

درمنغم

للمسيح عليه السلام في القرآن مقام عالٍ، فولادته لم تكن عادية كولادة بقية الناس، وهو رسول الله الذي خاطب الله جهراً عن مقاصده وحدث عن ذلك اول شخص كلمه، وهو كلمة الله الناطقة من غير اقتصار على الوحي وحده.. والقرآن يقصد النصرانية الصحيحة حينما يقول: ان عيسى (عليه السلام) كلمة الله، او روح الله، ألقاها إلى مريم وانه من البشر.. وهو يذمّ مذهب القائلين بالوهية المسيح (عليه السلام) ومذهب تقديم الخبز إلى مريم عبادةً ثم اكله وما إلى ذلك من مذاهب الالحاد النصرانية، لا النصرانية الصحيحة، ولا يسع النصراني الا ان يرضى بمهاجمة القرآن للثالوث المؤلف من الله وعيسى ومريم” 
“سيكون القرآن حافزاً للجهاد يردده المؤمنون كما يردد غيرهم اناشيد الحرب، محرضاً على القتال جامعاً لشؤونه، محركاً لفاتري الهمم، فاضحاً للمخلّفين مخزياً للمنافقين، واعداً الشهداء بجنات عدن” )
“كان محمد صلى الله عليه وسلم يعد نفسه وسيلة لتبليغ الوحي، وكان مبلغ حرصه ان يكون اميناً مصغياً او سجلاً صادقاً او حاكياً معصوماً لما يسمعه من كلام الظل الساطع والصوت الصامت للكلام القديم على شكل دنيوي، لكلام الله الذي هو امّ الكتاب، للكلام الذي تحفظه ملائكة كرام في السماء السابعة. ولا بد لكل نبى من دليل على رسالته، ولابد له من معجزة يتحدى بها.. والقرآن هو معجزة محمد صلى الله عليه وسلم الوحيدة، فاسلوبه المعجز وقوة ابحاثه لا تزال.. إلى يومنا يثيران ساكن من يتلونه، ولو لم يكونوا من الاتقياء العابدين، وكان محمد صلى الله عليه وسلم يتحدى الانس والجن بان يأتوا بمثله، وكان هذا التحدى اقوم دليل لمحمد على صدق رسالته.. ولا ريب ان في كل آية منه، ولو اشارت إلى ادق حادثة في حياته الخاصة، تأتيه بما يهزّ الروح بأسرها من المعجزة العقلية، ولا ريب في ان هنالك ما يجب ان يبحث به عن سرّ نفوذه وعظيم نجاحه” 
“كان لمحمد صلى الله عليه وسلم بالوحي آلام كبيرة.. وحالات مؤثرة كره ان يطلع الناس عليها، ولاحظ ابو بكر (رضي الله عنه) ذات يوم، والحزن ملء قلبه، بدء الشيب في لحية النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي: (شيّبتني هود واخواتها: الواقعة والحاقة والقارعة) . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشعر بعد الوحي بثقل في رأسه فيطبه بالمراهم، وكان يدثر حين الوحي فيسمع له غطيط وانين. وكان إذا نزل الوحي عليه يتحدر جبينه عرقاً في البرد” )
“كان محمد صلى الله عليه وسلم، وهو البعيد من إنشاء القرآن وتأليفه ينتظر نزول الوحي اليه احياناً على غير جدوى، فيألم من ذلك، ويود لو يأتيه الملك متواتراً” 
_____________

 “من كتاب قالوا عن القرآن لعماد الدين خليل”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى