مشكلات الكتاب المقدس تنتظر معجزة!
جلست أمس أشاهد وأُنصت إلى أحد البرامج التنصيريَّة العربية على القناة التلفزيونية المسماة “معجزة”، وهو برنامج يستضيف فيه مقدمُه مجموعةً مِنْ رجال الكنيسة البروتستنتية المصريين، فيتظاهر المساكين بتناول الآيات المشْكلة في كتابهم المقدس ودراستها، فيحلون إشكالها، ويفكون عقدها، ويُبسطونها للمشاهدين، كما يزعمون!.
انتهتْ ساعة البرنامج، وكان أشبه ما يكون ببرامج الكرتون التي تضحك الثكلى التي فقدتْ أبناءها العشر في قصفٍ جوي، فالآيات المشكلة الغامضة السقيمة في وادٍ، والضيوف في وادٍ، كانتْ أجوبتهم أكاذيب منمّقة، ووسوسة عقلية “لا عقلانية”، كان القساوسة طيلة الحلقة يدافعون عما لا يمكن الدفاع عنه، فالقضيَّة التي تولوها خاسرة مسبقًا، بل إن دفاعهم المتعَصِّب والأعمى ردًّا على الشبهات، كان وبالاً على الكتاب المقدس ذاته؛ لأن التصدي لأكذوبة بأكذوبة أكبر منها يورط الكتاب المقدس، ويضعه أكثر وأكثر في خانة الاتِّهام، لذا كان كل جواب عن شبهة في البرنامج شبهة أخرى تضاف إلى القائمة السوداء للشبهات، ولما كان الكتاب المقدس عند النصارى كومة ضخمة من المشكلات، فلا أخال البرنامج ينهي حلقاته قريبًا.
إنَّ مُهمة حل مشكلات الكتاب المقدَّس لم يقدر عليها زعماء الكنيسة منذ ظهورها، ولا يساورني شك في أن قساوسة القرن الواحد والعشرين أقل علمًا وكفاءة من أجدادهم، وإنَّ الاطلاع على مدى تعقُّد وفداحة مشكلات النصرانيَّة وكتبها يجعلني أتبنَّى بحماسةٍ فكرةَ أن مهمة تبليط البحر بالرخام أهون على رجال الكنيسة والمنصرين من الإجابة عن الأسئلة التي أثيرتْ ولا تزال حَوْل النصرانية منذ ألفي سنة.
ولنفترض أنْ قام بعضُ كبار الكنيسة مِن قبورهم، على شاكلة أثناسيوس وأوغسطينوس، وأوريجينوس، والاكويني، ولوثر، وكلفين، وحضروا إلى الأستوديو، ووُضعت الميكروفونات على صدورهم والسماعات على آذانهم، وسُئلوا عن تفسير وحلِّ مشكلات الكتاب المقدس، فبم يجيبون؟ وما عساهم يقولون؟
من أين ينطلقون؟
أمن الأخطاء الفلكيَّة، أم من الأغلاط التاريخية؟!
وبم يبدؤُون؟
بالسقطات الحسابية؟ أم بالزلات الجغرافية؟
ماذا يتناولون؟ وماذا يدعون؟
الخرافات أم الأباطيل؟ الأوْهام أم التناقضات؟ الأساطير أم الأكاذيب؟ الترهات أم الفضائح؟ فهذه خلاصة الكتاب المقدَّس النصراني من الدفة إلى الدفة.
هل يمكنهم – مثلاً – أن يُفَسِّروا لنا ولأتباعهم تلك الآيات التي تدَّعي أن الله يندم على أفعاله، ويحزن قي قلبه على أشياء فاتَتْه، أو لم تعجبه، أو وقعتْ على غَيْر الوَجْه الذي تمنَّاه؟
أيُّها القساوسة النصارى، نحن – المسلمين – إلهنا لا يندم ولا يحزن، فهل إلهكم أنتم يندم ويحزن كما يزعم العهد القديم؟
وإذا لم تصدقوني، فهاكم نماذجَ من ندمه وحزنه من كتابكم الذي تقدسونه وتزعمون أنه كلمة الله:
جاء في سفر التكوين 6: 5 – 7:
“وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ، فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ، فَقَالَ الرَّبُّ: أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ، الإِنْسَان مَعَ بَهَائِم وَدَبَّابَات وَطُيُور السَّمَاء، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ“.
جاء في سفر صموئيل الأول 15: 10 11:
“وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ قَائِلاً: نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكًا؛ لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي، فَاغْتَاظَ صَمُوئِيلُ وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ اللَّيْلَ كُلَّهُ“.
جاء في سفر صموئيل الثاني 24: 15 – 16:
“فَجَعَلَ الرَّبُّ وَبَاء فِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الْمِيعَادِ، فَمَاتَ مِنَ الشَّعْبِ مِنْ دَانٍ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ سَبْعُونَ أَلْفَ رَجُل، وَبَسَطَ الْمَلاَكُ يَدَهُ عَلَى أُورشَلِيم لِيُهْلِكَهَا، فَنَدِمَ الرَّبُّ عَنِ الشَّرِّ، وَقَالَ لِلْمَلاَكِ الْمُهْلِكِ الشَّعْبَ: كَفَى! الآنَ رُدَّ يَدَكَ“.
وكيف يُمكن لقناة “معجزة” التنصيرية أن تسترَ عورة الآيات الإباحية الواردة في الكتاب المقدس، التي تنم عن فساد في الخلُق والأدب والذوق، فاسمعوا للكلام المقدَّس وهو ينحطُّ إلى دركات الإسفاف واللاحياء.
جاء في بعض سفر نشيد الإنشاد ما يلي:
“ليقبّلني بقبلات فمه، لأنّ حبَّك أطيب من الخمر، حبيبي لي، بين ثَدْيَيّ يبيت، شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني، في اللّيل على فراشي طلبْتُ مَنْ تحبُّه نفْسي، شفتاكِ، وفمُك حلوٌ، خدُّك كفلْقَة رمّانةٍ، عنقك، ثدياك، شفتاك يا عروس تقطران شهدًا، تحت لسانكِ عسَلٌ ولبنٌ، أنا نائمةٌ وقلبي مستيقظٌ، صوت حبيبي قارعًا: افتحي لي يا أختي، يا حبيبتي، يا حمامتي، يا كاملتي، قد خلعتُ ثوبي، ما أجمل رجليك بالنَّعلين يا بنت الكريم! دوائر فخذَيْك مثل الحليّ، صنْعة يديْ صنَّاع، سُرَّتُك كأسٌ مدوَّرةٌ، لا يُعْوِزُها شرابٌ ممزوجٌ، بطْنك صبْرة حنطةٍ مُسيَّجةٌ بالسَّوْسن، ثدياك كخشفَتَيْن، تَوْءَمَي ظبيةٍ، ما أجملك! وما أحلاك أيَّتها الحبيبة باللَّذَّات! قامتُك هذه شبيهةٌ بالنَّخْلة، وثدياك بالعناقيد، قلتُ: إنِّي أصعد إلى النّخلة وأمسك بعُذُوقها، وتكون ثدْياك كعناقيدِ الكرْم، ورائحةُ أنفك كالتُّفَّاح، وحنكك كأجود الخمر، لنا أختٌ صغيرةٌ ليس لها ثدْيان، فماذا نصْنع لأختنا في يومٍ تُخْطَب؟ “.
هذا جزء من هذه الفضائح، وغيرها كثير، فما نفعها في كتاب مقدسٍ؟ هل تحتوي على حكم شرعي؟ هل تَتَضَمَّن مبْدءًا أخلاقيًّا، هل تقدم تعليمًا من التعاليم التي لا يجوز تأخير بيانها؟ أين القداسة في هذه الآيات؟ كيف يُمكن لمزور يحترم نفسه – مهما بلغت به الخِسَّة – أن يسند لمعبوده كلامًا فاحشًا مثل هذا، ثم يزعم أنه وحي إلهي؟!
في جلسة مع ثلاثة قساوسة بروتستنت أمريكيين، جاؤوا ليُنصِّروا المسلمين في صحراء الجزائر، هناك في قلب الصحراء واجهتهم بنشيد الإنشاد، فسألت عن مغزاه واستفسرت عن معناه، فقلتُ لهم: إنه أشبه بفيلم داعر، فرد عليَّ القس الدكتور ولبر ستون من مينسوتا، فزعم أنه كلام مجازي لا حقيقي!
فقلتُ: أين المجاز في خلع الثياب والقبلات والسُّرة والأثداء والأفخاذ؟! ألم يجد الإله شيئًا يتسلَّى به إلا أن يُضيع وقته في وصفٍ عاهر لجسد المرأة، ويسرد خطوات عملية الجماع والمباشرة؟
فقهقهوا جميعًا، حتى بدتْ نواجذهم، ولا غرابة في ذلك، فكما ذكرت سابقًا: إن مشكلات الكتاب المقدس تُضحك الثكلى، وها هم أنفسهم يضحون من كلام ربهم والجنون فنون!
ثم أتدرون ماذا قال شريكه في جريمة التنصير، القس الثاني من أريزونا؟ قال: إن الإله عنده وقت كثير، فمرات لا يجد ما يفعل، لذا يوحي بمثل نشيد الإنشاد!
هؤلاء هم المنصرون الذين قطعوا آلاف الكيلومترات ليُنصروا الموحدين من أبناء خير أمة أُخرجتْ للناس، إذا ما سُئلوا عن دينهم يجيبون بهذا الهراء والكلام الفارغ، الذي يدل على قلة الأدب مع الإله، كما يدل على أن أولئك المنصرين هم أول من يُكذب تلك الغرائب المقدسة.
أما أحد قساوسة العرب في الشرق، فقد زعم أن المرأة المتغزل بها في هذا السفر الفاجر ترمز إلى الكنيسة، وليس إلى امرأة حقيقية، وهذا الجواب لا يقل خطورة عن سابقيه، لأنه إذا كانت الكنيسة هي جسد يسوع الرب، كما يشير كتابهم، فهل يعني ذلك أن الرب يسوع كان في هذا السفر يتغزل بجسده، مما يعني إلصاق مرض النرجسيَّة وعشْق الذات بالإله المسكين، إن فهم سلوك الكتبة المزورين والمدافعين عن هذا الكتاب المقدس، يستدعي تدخُّلاً عاجلاً من علماء التحليل النفسي، ليُشخِّصوا لنا مدى خطورة الحالة المرَضيَّة التي جعلتْهم يُسقطون سيكولوجيًّا كل أمراضهم النفسية الخبيثة على ربهم وإلههم، وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعًا!.
لندع الآن العهدَ القديم في غيِّه وإسفافه، ولنضرب مثالاً واحدًا لا غير عن مشكلات الكتاب المقدَّس من العهد الجديد، وما أكثرها!
يحدثنا الإنجيل أن الإله الرب يسوع المسيح كان يشفي بقدرته اللاهوتية الفائقة العجيبة المصروعين بالجن والذين سكنتهم الشياطين، وقد كانت الأرواح النجِسة تعرفه وتخشاه – كما تزعم الكنيسة – لذا كانتْ إذا رأته خافتْه وفرتْ من عقابه، تاركة الجسد الذي تلبسته، ومن أمثلة ذلك ما ورد في إنجيل لوقا 4: 33 36:
“وَكَانَ فِي الْمَجْمَعِ رَجُلٌ بِهِ رُوحُ شَيْطَانٍ نَجسٍ، فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قِائِلاً: آه! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ؟! أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ اللهِ! فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: اخْرَسْ! وَاخْرُجْ مِنْهُ! فَصَرَعَهُ الشَّيْطَانُ فِي الْوَسطِ، وَخَرَجَ مِنْهُ وَلَمْ يَضُرَّهُ شَيْئًا، فَوَقَعَتْ دَهْشَةٌ عَلَى الْجَمِيعِ، وَكَانُوا يُخَاطِبُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَائِلِينَ: مَا هذِهِ الْكَلِمَةُ؟ لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ يَأْمُرُ الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتَخْرُجُ! “.
وفي مرقس 1: 27:
“فَتَحَيَّرُوا كُلُّهُمْ، حَتَّى سَأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَائِلِينَ: مَا هذَا؟ مَا هُوَ هذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ؟ لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ يَأْمُرُ حَتَّى الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتُطِيعُهُ! “.
وفي مرقس 3: 11 – 12:
“وَالأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ حِينَمَا نَظَرَتْهُ خَرَّتْ لَهُ وَصَرَخَتْ قَائِلَةً: إِنَّكَ أَنْتَ ابْنُ اللهِ، وَأَوْصَاهُمْ كَثِيرًا أَنْ لاَ يُظْهِرُوهُ”.
وكذلك في مرقس 5: 1 – 8:
“اسْتَقْبَلَهُ مِنَ الْقُبُورِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ نَجسٌ، فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ رَكَضَ وَسَجَدَ لَهُ، وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَ: مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابن الله الْعَلِيِّ؟! أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ أَنْ لاَ تُعَذِّبَنِي، لأَنَّهُ قَالَ لَهُ: اخْرُجْ مِنَ الإِنْسَانِ يَا أَيُّهَا الرُّوحُ النَّجسُ“.
هذه هي قصَّة الربِّ يسوع المسيح عندهم مع الشياطين المتمرِّدة والأرواح النجِسة، الذي يبدو أن ديدنها في ذلك الزمن هو السكن في أجساد الناس، لكن تروي لنا الأناجيل ما لا يتوافق مع قدرة يسوع الرب وسلطانه القاهر على الشياطين، فقد ذكر العهد الجديد تجربة الشيطان ليسوع الرب، وحري بنا أن نطلع عليها ونسأل القساوسة السابقين واللاحقين عن تفسير معقول لها.
جاء في إنجيل متى 4: 1 – 9:
“ثمَّ أُصعد يسوع إلى البرية من الروح ليُجَرَّب من إبليس، فبعد ما صام أربعين نهارًا وأربعين ليلةً، جاع أخيرًا، فتقدَّم إليه المجرِّب وقال له: إن كنت ابنَ الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزًا، فأجاب وقال: مكتوبٌ: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكلِّ كلمةٍ تخرج مِن فم الله، ثمَّ أخذه إبليس إلى المدينة المقدَّسة، وأوْقفه على جناح الهيكل، وقال له: إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل، لأنّه مكتوبٌ: أنَّه يوصي ملائكته بك، فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم رجلك بحجرٍ، قال له يسوع: مكتوبٌ أيضًا: لا تجرِّب الرَّب إلهك، ثمَّ أخذه أيضًا إبليس إلى جبل عال جدًّا، وأراه جميع ممالك العالم ومجدها، وقال له: أعطيك هذه جميعها إن سجدت لي وعبدتني“.
تُظهر هذه الرِّواية العجيبة الغريبة كيف يُصبح الإله الرب يسوع المسيح تلميذًا في مدرسة التجربة الشيطانية، فيقوده الشيطان المعلم من مكان إلى آخر، ويجره من هنا إلى هناك بين فيافي الصحراء، يسلك به في كثبان الرمال، وهو ينساق له دون تردُّد، يتبعه وهو مستسلم، ولما رأى الشيطان أن الإله صار أشبه بالجمل المنقاد خلف صاحبه، زادت شهيته ليطلب أكثر من ذلك، كأنه يريد الإمعان في إذلال الإله المسكين، فطلب منه أن يسجد له ويعبده!
لقد مر بنا أن الشيطان كان يعرف أنه يخاطب الإله – كما يقول النصارى – إلا أن طمع الشيطان لا حدود له؛ إذ إنه أراد أن يقلب الأدوار ليُصبح هو المعبود ويصير الإله العبد الذي يسجد للشيطان، راجيًا رضاه ومكافأته بأن يرشيه ببركات الممالك التي رآها وطمع في كسبها!
إن الشيطان في الإسلام كائن خبيث حقير ذليل، لكن لا يمكن أن تبلغ به الخسة إلى أن يفعل ذلك، وأقل ما يمكن قوله: إنَّ الشيطان – كما يصوره الكتاب المقدس المحرف – له من القوة والسلطة ما يمكنه حتى من تحدي رب العالمين، فشتان بين صورة الشيطان في القرآن والسنة وصورته في الكتب المحرفة، وكل إناء بما فيه ينضح!
كيف يمكن تصور وقوع ذلك؟
وهل يمكن للإله أن يترك نفسه للشيطان يفعل به ما يشاء إلى حد أن يطلب منه أن يسجد له ويعبده؟! وإن من أقبح الأوصاف الخبيثة التي يمكن إطلاقها على الشيطان هي وصفه بأنه شيطان، لكن مع ذلك أعتقد جازمًا أنه بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب من هذه الفرية التي يلصقها به الكتاب المقدس، فحتى الشيطان يعرف حدوده فلا يتجاوزها، إن هذا البهتان على الشيطان لا يدعنا نقف حياديين كالشيطان الأخرس، دون أن نقول كلمة حق في الشيطان المتهم زورًا في هذه القضية التي فبركها الإنجيليون.
نعم، لقد فبرك الإنجيليون هذه الأباطيل، فصارتْ بعد قرونٍ مُشكلات، ثم تحولت المشكلات إلى برنامج تلفزيوني يسعى عبثًا لحلِّ ألغازها، دون بلوغ غايته المنشودة، فمتى يُدرك النصارى أن الإسلام هو الحل؟! لأنه هو المعجزة التي يخفيها عن المشاهدين قساوسة القناة التلفزيونية التنصيريَّة “معجزة”.