معلم النصرانية السابق الهندي كرست راجا
كرست راجا العالم النصراني الذي اعتنق الإسلام: قرأت القرآن بقصد الانتقاد، ولكن الله هداني إلى الإسلام.
عالم نصراني في ولاية “تلمنادور” من أقصى جنوب الهند, تعمق في دراسة كتب اليهود والنصارى المسماة بالكتب المقدسة, وكان يعتقد أن القرآن مسروق من العهد القديم والجديد، فوجد فرصة لقراءة ترجمة معاني القرآن الكريم في اللغة التاميلية, فعرف أنه منزل من عند الله تعالى, فنطق بكلمة التوحيد, وسمى نفسه “محمدًا”.
حوار أجراه أبو بشرى..
** ما قصة إسلامك يا محمد؟
– كان اسمي الأول “كرست راجا”, ولدت في عائلة نصرانية في قرية من ولاية تلمنادور, ولغتي التاميلية وأعرف عددًا من اللغات، منذ صغر سني كنت أحب النصرانية وكذلك المسيح حبًّا شديدًا؛ لأن أحبار النصارى كانوا يعلمونني أن الذي لا يحب المسيح لا يدخل الجنة، ونشأت على هذه العقيدة, وكنت أدعو الله دائمًا أن يحول المسلمين جميعًا إلى النصرانية.
وفي أحد الأيام التقيت بعالم مسلم ووجدت فرصة؛ لكي أناقش معه بعض الأمور المتعلقة بالإسلام والمسيحية، وتحداني بقوله: لن تجد شيئًا في القرآن يخالف العقل أو يخالف الفطرة, وكان هذا التحدي سببًا لأقرأ القرآن الكريم, فقرأت ترجمة المعاني في اللغة التاميلية مرتين, فعرفت أن الإسلام هو الدين الصحيح, والنصرانية محرفة فقبلت الإسلام دينًا.
** هل واجهت أي مشكلة من مجتمعك بعد إعلانك الإسلام؟
– طبعًا واجهت مشاكل كثيرة من مجتمعي، إنهم كانوا ينظرون إليَّ نظرة السخرية, وقالوا لي: إنك صرت مجنونًا وضحكوا عليَّ؛ لأنني أطلقت اللحية بعد أن كنت متعودًا على حلقها، وتحملت جميع هذه المشاكل من قومي وصبرت عليها؛ لأنني كنت أقرأ في القرآن قصص الدعاة والمصلحين من الأنبياء والرسل وتحملهم الأذى والمصائب في سبيل تبليغ الدعوة إلى الله.
** هل أسلم على يدك أحد؟
– نعم، أسلم على يدي زوجتي وثلاثة من أولادي, وكذلك أسلم على يدي بعض الأخوة الآخرين.
** ماذا تعمل الآن يا محمد؟
– إنكم تعلمون جيدًا أن أحبار النصارى وعلماءهم ودعاتهم يتمتعون بكل نعيم في الدنيا ويعيشون عيشة رضية بما يحصلون عليه من المعونات الهائلة من الدول النصرانية، وإنني تركت هذه كلها طمعًا بما أعد الله لي في الآخرة من نعيم في الجنة، والآن أتجول في القرى والمدن ماشيًا, وألتقي بالناس أفرادًا وجماعات أوجه الدعوة إليهم, وأدعوهم إلى الإسلام وأبين لهم أباطيل دينهم وأبذل جهدي لإيصال ترجمة معاني القرآن الكريم إلى كل شخص من غير المسلمين؛ لأنني على يقين أنهم إذا قرءوا القرآن مرة واحدة من أوله إلى آخره فسيدخلون في دين الله.
** قلت: إنك تعمل في مجال الدعوة, فهل تشتغل بنفسك أو تتبع أحد المراكز الإسلامية؟
– إنني لا أستطيع أن أعمل منفردًا؛ لأنني لا أجد ما أنفقه؛ فلذلك أشتغل كداعية في مركز الدعوة للمسلمين الجدد, التابع لجمعية أهل القرآن والحديث في ولاية تلمنادور جنوب الهند, والتي تبذل جهدها في نشر الدعوة إلى الله بين المسلمين وغيرهم.
** ماذا تريد أن تقول للمسلمين؟
– إن المستقبل للإسلام, وآلاف من القلوب في هذه المنطقة تنتظر الفرصة للدخول في الإسلام وعلى المسلمين مسئولية كبرى، يجب عليهم أن يتمثلوا صورة الإسلام الصحيحة أولاً, ثم يقوموا بالدعوة المستمرة ويبذلوا جهدهم في تعريف الإسلام لغير المسلمين من النصارى والهندوس وغيرهم، وعلى المؤسسات والهيئات الإسلامية في داخل البلاد وخارجها التي تهتم بالشئون الدينية أن تقوم بتوزيع ترجمة معاني القرآن بكمية كبيرة.
وأقول أخيرًا: إن المسلمين هم المسئولون أمام الله لتأخر دخولي في الإسلام, فقد كنت جاهلاً به أكثر من ثلاثين سنة؛ وذلك بسبب المسلمين وتقصيرهم في دعوتي للإسلام وبيان معانيه، وإنني أخشى أن يقول الناس جميعًا يوم القيامة أمام الله تعالى مثل قولي هذا.
المصدر: المجلة الخيرية العدد (74) محرم 1417هـ.
قصة الإسلام