ملاعبة وملاطفة أولاده صلى الله عليه وسلم
إن روح الدعابة سمة رئيسة في الخصائص الاجتماعية والنفسية لشخصية المربي القدير ، لأنها تخفف جدية الحياة ، كأنها تنشر في المناخ النفسي روحا محببة ، وليس في ذلك حرج يخدش كمال الشخصية ، بل إنها سمة منظمة نفيسة ، لأنها تشف عن روح التواضع وتماسك الشخصية )) [1].
وكثيرا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يداعب صغاره ويلاطفهم ، رحمة بهم وعطفا و إسعادا لهم وتدليلا ، فاللعب كما يقرر علماء التربية حاجة أساسية من حاجات الطفولة ، وحرمانهم منه يسبب للأطفال أمراضا وسلوكيات سلبية قد لا تظهر في المراحل المبكرة من أعمارهم .
وفي ما يلي مشهد من مشاهد ملاعبة النبي صلى الله عليه وسلم لأولاده :
ولده يرتحله وهو ساجد صلى الله عليه وسلم .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب الحسن والحسين ، ويتجنب ما يقطع عليهما فرحة اللعب ونشوته ، وحتى لو صادف لعبهم الاشتغال بالعبادة كالصلاة ونحوها .
عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر ، وهو حامل أحد ابنيه الحسن أو الحسين ، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه عند قدمه اليمنى ، فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سجدة أطالها ، قال أبي : فرفعت رأسي من بين الناس فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد ، وإذا الغلام راكب على ظهره ، فعدت فسجدت ، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الناس : يا رسول الله لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها ، أفشيئ أمرت به ؟ أو كان يوحى إليك ؟ قال : كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته )) [2].
وفي الحديث شفته صلى الله عليه وسلم على ولده وحرصه على أن يمتعه بما شرع فيه من اللعب ، ولم يعنفه أو يزجره ، بل بقي في سجوده ساكنا حتى يقضي حاجته من اللعب ، ولم يقل إنه يقطع علي خشوعي ويكدر علي صفو المناجاة ، حجة كثير من الآباء في هجر أولادهم وإغلاق الأبواب في وجوههم وهم في المكتبات للقراءة أو الكتابة ، أو أمام التلفزيون للتفرج ، أو حتى في حديث مع أصدقائهم وضيوفهم !!
——————————————————————————–
المراجع
[1]أساليب الرسول في الدعوة والتربية ص 52
[2]المستدرك على الصحيحين ( 3 / 181 )
———————————————————–
المصدر
موقع نصر الرسول صلي الله عليه و سلم