شبهات حول الإسلام

هل الإنسان يولد مسلما ؟ وهل جميع الأنبياء مسلمون ؟

 

هل الإنسان يولد مسلما ؟

وهل جميع الأنبياء مسلمون ؟

وكيف يكون ذلك وهم كلهم سابقين على رسالة الإسلام ؟ كيف يتعتنق الإنسان دينا لم يظهر بعد ؟

لنجيب على مثل هذا التساؤل يجب أن نعلم أولا أن معنى الإسلام الكلي ليس اسما لدين خاص بل هو “الاستسلام لله وإفراده بالعبادة وتوحيده “

وأن الفطرة هي ما ركز في النفوس من الإيمان بالله والاعتراف بربوبيته

لذلك عندما نقول الإسلام دين الفطرة وأن الإنسان يولد مسلما فليس ذلك بمستغرب ، فالإنسان بفطرته منذ ولادته يتجه إلى التوحيد الخالص وإلى عبادة الله تعالى وحده والذي هو المعني الكلي للإسلام

ولنا المثل في إبراهيم عليه السلام في الاهتداء لعبادة الله وتوحيده بالفطرة النقية السليمة ، فقد وردت قصته في سورة الأنعام على هذا النحو

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)

هكذا اهتدى ابراهيم للتوحيد

وفي حديث الأعرابي عندما سئل عن الدليل على وجود الله كان رده ” البعرة تدل على البعير . والروث على الحمير ، وآثار الأقدام على المسير ، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج . وبحار ذات أمواج ، أما تدل على الصانع الحليم العليم القدير؟

وأيضا ما ورد عن أبي ذر رضي الله عنه والقصة مكررة في كتب الأدب عندما كان يعبد الأصنام ومر يوما فوجد كلبا يبول على رأس الصنم الذي هو معبوده  ، فتحركت فطرته وأنشد قائلا :

 

رب يبول الثعلبان برأسه * * * لقد ذل من بالت عليه الثعالب
فلو كان ربا كان يمنع نفسه * * * فلا خير في رب نأته المطالب
برئت من الأصنام في الأرض كلها * * * وآمنت بالله الذي هوغالب

فالمقصود حال تخلص عقل الإنسان من أي معتقد ورجوعه لعقل الإنسان الأول سيهتدي للدين الحق وللمعبود الحق

أما أن الإسلام هو دين جميع الأنبياء فهذا متعلق بالمعنى الكلي للإسلام الذي هو توحيد الله وإفراده بالعبادة والانقياد له ، ودعوة جميع الأنبياء لم تخرج عن هذا ،وقد ورد في القرآن العديد من النصوص الدالة على ذلك .
فنوحا يقول لقومه: (وأمرت أن أكون من المسلمين).
ويعقوب يوصى بنيه : (فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون).
وأبناء يعقوب يجيبون أباهم : (قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون).
وموسى يقول لقومه: (يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين).
والحواريون يقولون لعيسى : (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون).
لذلك نحن نؤمن بجميع الرسل الذين أرسلهم الله عز وجل ، بل إن الإيمان بالرسل ركن من أركان الإيمان الستة  وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  الأنبياء إخوة لعلات، دينهم واحد وأمهاتهم شتى.
فهذا هو معنى أن الأنبياء دينهم واحد وهو الإسلام

محمد جعفر


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى