المسلمون في فرنسا
أحبتي في الله اليوم نقوم بجولة سريعة على الأراضي الفرنسية,لنقف على آخر أخبار المسلمين هناك,فهيا بنا.
إخوتي أخواتي نستهل جولتنا بعرض إحصاء نشره المرصد الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا يشتمل على الأعمال المعادية للإسلام خلال الأشهر التسعة الأولى لعام 2014؛من تدمير المساجد،وإلقاء رؤوس خنازير في المساجد،ورسائل مهينة،واعتداءات جسدية، وقد رصد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية 158 حدثًا معاديًا للمسلمين مقابل 110 في نفس الفترة من عام 2013؛حيث بلغت نسبة زيادة هذه الأحداث حوالي 12%..
كما انخفضت التهديدات بنسبة 49.9% عن عام 2013،وبحسب ما أوضح رئيس المرصد تمثِّل هذه الأرقام فقط الشكاوى المقدمة في مراكز الشرطة،ولكن لا يعكس الحقيقة؛لأن هناك الكثير من المسلمين لا يقدمون شكاوى عندما يقعون ضحايا للأعمال المعادية للأجانب،مقتنعين بأن لن يكون هناك نتيجة.
وأضاف: حتى المرصد الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا لم يعد يشكو بعد رسائل من التهديدات والشتائم التي استقبلها قادة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية؛لأن هذه الشكاوى ترفع دائمًا بدون اتخاذ إجراءات من جانب النيابة العامة،بحجة عدم التعرف على مرتكبي هذه الجرائم.كما تزداد أعمال الكراهية على الإنترنت تجاه نشر الأكاذيب ضد المسلمين والإسلام على الشبكات الاجتماعية
ويختص هذا الموقف بمناخ خاص؛حيث تختلط بين ابتذال العبارات العنصرية ضد العرب والدعوات في بعض الخطب من السياسيين لمهاجمة المسلمين دون تمييزٍ،وعدم معالجة قضايا التمييز،والجهل بالأحداث التاريخية،وعنف الأحداث.
ودعا السياسيين إلى عدم الصمت أمام الصحافة في إدانة هذه الكراهية للآخرين لانتهاك “العيش معًا”،ومسؤولي الديانات الأخرى لإظهار مزيد من التضامن،ولا يوجد تمييز أكثر أو أقل خطورة؛ لأنه مرادف للحرمان من الكرامة والذل غير المقبول.
ومازالت معاداة فرنسا للإسلام داخل فرنسا وخارجها مستمر ففي مدينة أورليان الفرنسية تَم تخريب جمعية خاصة بالجنازات الإسلامية؛ حيث اكتشفت رسومات عنصرية في مدخل وداخل مقر الجمعية.
كما تَم نشْر صور هذا التخريب مساء أمس على المواقع الاجتماعية، وكُتِب على الباب الأمامي عبارات عنصرية باللون الأسود: “سخطًا للعرب”، ورسم في الداخل صلبان معقوفة، وصليب مسيحي، ورأس خنزير، وذلك على الحوائط، كما تَم تخريب أجهزة الكمبيوتر، وتمزيق أوراق مطبوعة.
وتَم فتح تحقيق من قِبَل مُحققي الشرطة الوطنية، مع المارين الأكثر تردُّدًا أمام هذه الجمعية.وبعد هذا العمل المعادي للإسلام،نقلت الجمعية مقرها إلى وسط مدينة “أورليان”.
أما في مدينة روبية الفرنسية فقد أعلنت البلدية عن عزمها أخذ قرار بإغلاق مسجد بدعوى عدم امتثال المسجد لمعايير الأمن،بعد إجراء تفتيش في أكتوبر الماضي من اللجنة الأمنية التي أصدرت رأيها في تسيير الأعمال العامة للمبنى،بحسب من وضحته صحيفة “لا فوا دو نور” .
وكانت أسباب هذا القرار زعم عدم وجود مخارج للطوارئ،بخلاف الباب أمامي للمبنى، وخلل في النظام الكهربائي.وأوضح نائب رئيس البلدية أنه إذا كان هناك حريق، في عدم وجود مخرج، يمكن أن تتحول إلى مأساة.وبهذا لا يستطيع 800 مصل بحي “ألما” الصلاة منذ ذلك الشهر لأجل غير مسمى.
وأعرب رئيس “جمعية مسجد الدعوة الدينية” عن رفضه لهذا القرار، قائلاً: لا يمكن إغلاق مسجد بين ليلة وضحاها، ونجد في “روبية” الكثير من المباني التي لا توافق معايير الأمن،بما في ذلك مباني البلدية
كما استُهدِف المسجد الكبير بمدينة “ستراسبورغ” الفرنسية بحريق متعمد،أتلف الباب الأمامي للمسجد في ليلة السبت 8 نوفمبر الجاري،واستمر الحريق حتى صباح اليوم التالي.
وتمكَّن رجال الإطفاء الذين تدخلوا في بداية الحريق حوالي الساعة 3 صباحًا من إخماد الحريق؛حيث تم حرق أوراق وكرتون أمام الباب الأمامي للمبنى بشارع “أفريوس”،وأصبحت واجهة المسجد بلون الدخان فوق الباب.
وقامت كاميرات المراقبة بتصوير شخص يخفي وجهه،أشعل النار في أوراق الكرتون وأوراق إعلانية،وما زال التحقيق جاريًا من قِبَل الشرطة لتحديد الجاني.
ويبدو أن مساجدنا نالت الحظ الأوفر من المعاداة و الحقد فقد تَم إيقاف بناء مسجد مدينة “بوتو” الفرنسية؛حيث أمر رئيس البلدية بوقْف فوري لأعمال البناء،مؤكدًا أنه تَم انتهاك رخصة البناء.وأكد مسؤولو جمعية الرابطة الإسلامية بالمدينة عدم فَهمهم لهذا القرار.
واتخذ العمدة هذا القرار الاستثنائي لوقف أعمال البناء، بعد أن أصدر التصريح في 30 أبريل الماضي، بحجة أن الطابق الأخير للمبنى على شكل قبة بارتفاع 70 سم، أكثر علوًّا عما كان مخططًا له في رخصة البناء، وتنفي الرابطة وجود أي خطأ، ويأتي الخطأ من مهندس البناء الذي قَبِل بإعادة بناء أقواس السقف لتناسب الارتفاع المحدد في التصريح وسيؤخر هذا الإجراء بناء المسجد لعدة أشهر أو سنة أو أكثر.
ووفقًا للمرسوم المنشور على هذا المبنى،تَم اتخاذ قرار لوقف المشروع عقب محضر وُجِّه يوم 30 أبريل؛أي:بعد شهر واحد من الانتخابات البلدية.ولكن البلدية أنفقت مبالغ كبيرة لعمل مسجد مؤقت في شكل خيام بالقرب من أبراج الدفاع؛
هذا وقد كشف استبيانان عُقِدا في الأشهر الماضية أن 75% من المشاركين المسلمين أبدوا موافقتهم على فكرة التأثير اليهودي البالغ الذي يتحكم في الاقتصاد الفرنسي.وهذا علاوة على تأكيد 70% من المسلمين على فكرة هيمنة اليهود على الإعلام أيضًا.وكذلك أيد 56% من المسلمين كون اليهود يستغلون مزاعم كونهم ضحايا للوحشية النازية.
وقد وافق 44% من المسلمين المشاركين على فكرة وجود مؤامرة صِهْيَونية عالمية،وكذلك أيَّد 46% من المشاركين تعريف الصهيونية بأنها بناء اليهود دولتهم على أراضي أجدادهم.وظهرت هذه الأرقام خلال المؤتمر السنوي الخامس للجمعيات والمنظمات اليهودية الفرنسية؛
جدير بالذكر أن المعادين للإسلام في “فرنسا” عبَّروا عن كراهيتهم على مواقع التواصل الاجتماعي،وعندما تدخل صفحات “الفيس بوك” و”توتير” وغيرها من مواقع التواصل،تجد عبارات من العنف عَلنًا.
وقد أشعل منْح رخصة لبناء مسجد بمدينة “ستراسبورغ” الفرنسية – عقول المعادين للإسلام منذ ذلك الحين،فيوجد صفحة على “الفيس بوك” بعنوان: “لا للمسجد المستقبلي الكبير في ستراسبورغ”،وهدفها تنظيم تظاهرة كبيرة مستقبلية ضد هذا المشروع؛ حيث إن الصفحة التي تضم 3600 معجب مليئة بتعليقات الكراهية والعنف ضد المجتمع الإسلامي المحلي والوطني.
ومن بين هذه التصريحات التي أدلى بها الفاشيون:”حرق،تدمير، تفجير المساجد”، “اقتل الفئران”، “العقوبة موت هؤلاء العرب”، “لا بد من ضرب النار في المسجد المستقبلي بستراسبورغ”.
ومن حيث المبدأ، فإن التحريض على العنف والكراهية تُجاه شخص أو مجموعة من الأشخاص بسبب أصلهم،أو انتمائهم،أو عضويته وعدم عضويته لعرقٍ ما،أو أمةٍ،أو ديانة ما – يُعاقَب عليه بالسجن لمدة عام وغرامة قدرها 45ألف يورو.
و لم تسلم المرأة التي بدعون الحفاظ على حقها وحريتها م الاضطهاد,عندما صعدت مسلمة محجبة إلى المحطة على خط 6،وكانت العربة ممتلئة قليلاً،جلس رجل سِكِّير في العقد السادس بجوارها،وبعد فترة وجيزة،بدأ في السب والاعتداء عليها،قائلاً: عودوا إلى بلادكم.
ولم يتوقف عن السباب،ثم قام بمطاردتها بعكازه في المترو،ولم يتدخل أحد في هذا الموقف،ولذلك اضطرت السيدة لمغادرة العربة.
ومع ذلك،لم تقدِّم المُعتدى عليها شكوى،وإذا كان الجاني في حالة سُكرٍ أم لا،فإن الاعتداء حقيقي،والتأثير النفسي على الضحية لا يجب أن يُهمَل.
و أخيراً وليس آخراً اقترحت السياسية الفرنسية “مارين لوبان” على التليفزيون الفرنسي حلاًّ لمحاربة الأصولية الإسلامية،وهو حظر الخُطَب باللغة العربية في مساجد “فرنسا”.
وفكرة الخطب باللغة الفرنسية لم تكن جديدة،ففي عام 2011،جاء هذا الاقتراح من “جان فرانسوا كوبيه”،الأمين العام لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية.
وتقول “مارين لوبان”: علينا السيطرة على أماكن العبادة،وإجبار الأئمة على الإدلاء بخُطَبهم باللغة الفرنسية لضمان السيطرة، ويأتي الفصل بين الكنائس والدولة عندما يتعلق الأمر بسيطرة الإسلام.
ولكن كيف نمنع الخطب باللغة العربية في حين نسمح بالخطابة باللغة العبرية واللاتينية في المعابد والكنائس؟وكانت هذه الحجة التي سمحت باستبعاد الاقتراح من “كوبيه” في عام 2011.
وأيضًا لن يسمح المسلمون بتدخُّل الدولة في إدارة العبادة،عندما نعرف الطابع المقدس للغة العربية في الإسلام،وخاصةً خطبة الجمعة يجب أن تكون باللغة العربية.
وفيما يتعلق بمسألة تدريب الأئمة،وضعت “لوبان” اقتراحًا بأن يكون تدريب 70% من الأئمة الأجانب في “فرنسا” رسميًّا من قِبَل الدولة،وهذا من شأنه أن يكون هناك تدخل حقيقي من الدولة في الشؤون الدينية.
نكتفي بهذا القدر ونلتقيكم في حلقة قادمة إن شاء الله