الإلحاد وحقيقته

البهائية والاعتقاد في الحشر والجنة والنار والنبي

الشيخ عبدالرحمن الوكيل

لا يؤمن البهائيون بالبعث ولا الجنة والنار، ويفسرون يوم الجزاء ويوم القيامة بمجيء “ميرزا حسين” الملقب ببهاء الله، قال في كتاب (بهاء الله والعصر الجديد): “وطبقًا للتفاسير البهائية يكون مجيء كل مظهر إلهي عبارة عن يوم الجزاء، إلا أن مجيء المظهر الأعظم بهاء الله هو يوم الجزاء الأعظم للدورة الدنيوية التي نعيش فيها” وقال “ليس يوم القيامة أحد الأيام العادية؛ بل هو يوم يبتدئ بظهور المظهر ويبقى ببقاء الدورة العالمية“.

هذا ما يفسرون به يوم الجزاء ويوم القيامة، ويفسرون الجنة بالحياة الروحانية والنار بالموت الروحاني، قال في هذا الكتاب: “إن الجنة والنار في الكتب المقدسة حقائق مرموزة” فعندهما – أي البهاء وابنه عباس-: الجنة هي حالة الكمال والنار النقص، فالجنة هي الحياة الروحانية والنار هي الموت الروحاني.

هذا ما يقوله البهائية، وكذلك ينقل لنا “أبو حامد الغزالي” أن الباطنية يقولون: “كلما ورد من الظواهر في التكاليف والحشر والأمور الإلهية فكلها أمثلة ورموز إلى بواطن” وساق بعد هذا أمثلة من تأويلهم الفاسق عن قانون اللغة والعقل، وقال: “هذا من هذيانهم في التأويلات حكيناها ليضحك منها. ونعوذ بالله من صرعة العاقل وكبوة الجاهل“.

وقد قلدوا في إنكار البعث طائفة الدهريين، وأخذتهم شبههم التي لا تستطيع أن تنهض أمام أدلة القرآن الحكيم، قال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ﴾ [يس: 77 – 79].

اعتقادهم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم

مخالفة البهائيين لما جاء به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من معتقدات وأحكام، وتهجمهم على تأويل القرآن والحديث بمثل ما نقلناه عن زعمائهم شاهد على أن قلوبهم جاحدة لرسالته، وإذا تحدثوا عنه في بعض كتبهم متظاهرين بتصديق نبوته فما هم إلا كسائر الأفراد أو الطوائف الذين يعملون لهدم الإسلام تحت ستار، ومن خَبال زعيمهم الأول دعواه في تفسيره لسورة يوسف: أنه أفضل من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وعلل هذا الكلام بما لا يفهمه إلا من يفهم لغة المبَرْسَمِين إذ قال: “لأن مقامه الباب هو مقام النقطة، ومقام النبي – صلى الله عليه وسلم – مقام الألف” وقال: “كما أن محمدًا أفضل من عيسى فكتابه (البيان) أفضل من القرآن” وقال: “إن أمر الله في حقي أعجب من أمر محمد رسول الله من قبل لو أنتم فيه تتفكرون“.

ولسنا في حاجة إلى الرد عليه في دعوى أنه أفضل من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ولا في دعوى أن كتابه (البيان) أفضل من القرآن، فعامة المسلمين كخاصتهم يعلمون أن هذه الدعوى من صنف الدعاوى التي تنادى على نفسها بالزور والهذيان، وأولو العقول من غير المسلمين يعرفون عظمة محمد بن عبدالله – صلى الله عليه وسلم – وما بثه في العالم من إصلاح، فمن يدعي أنه مثل محمد أو أنه أتى بكتاب يحاكي القرآن كان في حاجة إلى علاج يعيد عليه شيئًا من رشده ويجعله على بصيرة من نفسه.

المصدر: الألوكة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى