الإنجيل

بنصوص الكتاب المقدس : شعب الله المختار الأمة الإسلامية


حتى لا يخطئ الفهم أو الظن .. ونجد من يتسرع في الحكم على هذه المقالة ـ من مجرد عنوانها فقط ـ ويقذفنا بنفس التهم الموجهة إلى الشعب اليهودي ( أي سيادة الجنس السامي ) والتي تعني تبادل المواقع .. أي : هم يقولون بأنهم شعب الله المختار .. وأنتم تردون بأنكم
ـ أي الأمة الإسلامية ـ هو ذلك الشعب المختار .. وليس هم ..!!!  وكأننا في مباراة كلامية ساذجة ..!!!  أقول .. بأن هذه المقالة هي أبعد ما يمكن عن مثل هذا التصور البسيط والساذج معا ..!!!  فكلنا يعلم أن غالبية الأديان تخص شعوبها [1]  بهذا الاختيار من قِبَل إلهها ..!!!  ولكن المنظور الإسلامي .. وكذا الرؤية المتعمقة لنصوص الكتاب المقدس ـ كما سنرى ـ سوف تبين لنا حقيقة معنى : ” شعب الله المختار ” .. وبأنه ليس اختيارا لشعب ما .. أو لجنس ما .. أو لقوم ما .. بقدر ما هو :


أولا : مجموعة من الشروط ( التي ترتبط بمعنى الإيمان وحسن العمل والقدوة السلوكية والأخلاقية ) .. التي يجب توافرها في الفرد . ومتى توافرت هذه الشروط وتحققت في أي فرد أصبح هذا الفرد من ضمن شعب الله المختار .. بغض النظر عن جنسه أو لونه أو قوميته .. أي لا تخصيصية هنا .. ولا انحياز لجنس ما دون آخر .. أو لشعب ما دون آخر .. أو لقومية ما دون أخرى ..!!!


ثانيا : أن تحقيق هذه الشروط .. هي الأصل في فوز الإنسان بالخلاص المأمول والسعادة الأبدية المنشودة . كما وأن تحقيق هذه الشروط .. هي الأصل في وجود الغايات من الخلق .


ثالثا
: أن القول بأن الأمة الإسلامية هي شعب الله المختار .. هو قول لا تخصيصية فيه أو عنصرية ما ..!!!  بمعنى أننا لم نقصر هذا الاختيار علينا نحن المسلمين .. فالـدين الإسلامي هو دين بلاغ ـ في المقام الأول والأخير ـ بماهية الشروط الإلهية ـ للبشرية جمعاء ـ الواجب اتباعها .. حتى تصبح من ضمن شعب الله المختار . أي هو دين مفتوح على مصراعيه لكل من يرغب في أن يكون من ضمن شعب الله المختار .


رابعا : أن الأصل في وجود الغايات من الخلق .. هو الارتقاء بالمسئولية الإنسانية حتى تنتهي إلى الفرد نفسه . وبأن الفرد ـ في النهاية ـ هو من يملك ناصية مقدراته .. وهو القادر الوحيد على تحديد موقفه ومصيره في بانوراما الوجود . فهو الذي يستطيع أن يحدد مكانه لكي يكون من ضمن شعب الله المختار أو من خارج هذا الشعب . وأن هذا الاختيار هو الاختيار المبني على العقل والأداء الإنساني والذي تمتد جذوره إلى قانون : الانتخاب الطبيعي : Natural Selection . وربما كان هذا هو عين المنطق السائد لدى الإنسان . لأننا جميعا نتفق على أن صاحب العمل له الحق في إثابة ومجازاة العاملين لديه كل على قدر أدائه .. وعلى مدى إلتزام العامل بسياسة صاحب العمل وقوانينه . وكذلك الخالق المطلق لهذا الوجود ( عز و جل ) قد سن لنا من القوانين .. ما تكفي لأن تبلغنا إلى الخلاص المأمول .. والسعادة الأبدية المنشودة .. وجعل العلم عليها دليلا .. وأبلغنا بها ( الدين ) . وجعل الأخذ بهذه القوانين أو تركها .. هو في مناط قدرة الإنسان وحريته في الاختيار .. وهذا هو مفهوم الدين في الفكر الإسلامي .. ولا مكان فيه لأسطورة أو خرافة ..!!!


كما ينبغي الإشارة ـ هنا ـ إلى أن كل ما يكتب هنا مبني على أساس أن : ” القضية الدينية .. هي قضية مطلقة وليست قضية نسبية ” ..!!!  وكما سبق وأن بينت أن النسبية تؤدي إلى عبثية الوجود . والكاتب ليس مسئولا عن الفكر البسيط السائد الآن .. والمتداول عن مفهوم الدين حتى في الأوساط الأكاديمية .
وقبل التعرض لشرح مفاهيم هذه المقالة لابد من الإشارة أولا .. إلى أن الديانة المسيح ( عليه الصلاة و السلام )ية ليست ديانة تبشيرية بدين بقدر ما هي ديانة قاصرة على تصحيح ما أصاب توراة موسى ( أحد صور الدين الإسلامي ) من التحريف والتشويه الذي أصابها على يد بني إسرائيل فقط .. هذا من جانب .. والتبشير بمجيء الإسلام من جانب آخر . ولهذا اقتصرت رسالة عيسى  على بني إسرائيل فقط . وقد رأينا في كتب الكاتب السابقة أن رسالة عيسى نفسها ( الإنجيل ) لم تسلم هي الأخرى من نفس التشويه والتحريف .. حيث قام كتبة العقيدة .. وشراحها .. بنقل عيسى  من حيز الرسل .. إلى حيز الآلهة .. وعبادته ..!!!  وقد تم هذا النقل .. بأسطورة غريبة هبطت بالإله من عليائه إلى أحط درجات الحضيض ..!!!  ولهذا كان يلزم التصحيح مرة أخيرة .. وجاء هذا التصحيح في القرآن المجيد ( العهد الأخير ) . هذا وقد أعفي الإنسان هذه المرة من حفظ هذا الكتاب الأخير بعد أن ثبت فشله في حفظ الكتب السابقة .. حيث تعهد الله  نفسه بحفظ العهد الأخير .


• •   شعب الله المختار : الأمة الإسلامية ..

يذكر إنجيل متى .. في الإصحاح الحادي والعشرين .. قصة رمزية ـ على لسان السيد المسيح ( عليه الصلاة و السلام ) ـ يقصها على اليهود ليأخذ رأيهم فيها .. حتى يفضح سلوكهم الشاذ وكفرهم بالمولى وأنبيائه ورسله . وتدور هذه القصة حول رجل يملك حديقة كرم سلمها لمزارعين .. وسافر . ولما حان أوان قطفها أرسل المالك عبيده إلى المزارعين ليتسلموا ثمر الكرم .. فما كان من المزارعين سوى التنكيل بالعبيد وضربهم وقتلهم .. طمعا في الثمر . وأعاد صاحب الحديقة الكرة .. فقام بإرسال عبيد أكثر من المرة الأولى .. فما كان من المزارعين إلا أن كرروا فعلتهم الأولى . وهنا لم يجد المالك بدا من إرسال ابنه لتأكيد أحقيته في الثمر .. فقام المزارعون بقتل الابن أيضا .. ليستولوا على الأرض ..!!! وهنا يوجه السيد المسيح ( عليه الصلاة و السلام ) ـ بعد سرد القصة ـ السؤال التالي لليهود .. ويجيبوه ..

[ (40) فعندما يعود رب الكرم ، ماذا يفعل بألئك المزارعين ؟ (41) أجابوه : ” أولئك الأشرار ، يهلكهم شر هلاك . ثم يسلم الكـرم إلى مـزارعين آخرين يؤدون له الثمر في أوانه ]
( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : متى {21} : 40 ـ 41 )
وبديهي لم يكن السيد المسيح ( عليه الصلاة و السلام ) يعني بالمزارعين الأشرار سوى اليهود أنفسهم ( أي الشعب اليهودي ) .. لأنهم اعتدوا وقتلوا رسل الله ( صلي الله عليهم و سلم ) بعد أن استأمنهم على رسالته . وقد حكموا هم على أنفسهم بالهلاك وأنهم لا يستحقوا ثمرة هذه الحديقة ( أي هذا الفضل ) لأنهم خانوا الأمانة .. وأن هناك من يستحق هذا الفضل بدلا منهم ..!!!  ولهذا يوجه لهم المولى ( عز و جل ) الخطاب التالي ..
( .. أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (88)
( القرآن المجيد : البقرة {2} : 88 )


وهنا يعلنهم السيد المسيح ( عليه الصلاة و السلام ) بنهاية أمرهم كشعب الله المختار ..
[ (43) لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره ]
( الكتاب المقدس : متى {21} : 43 )
ويلف الصمت مفسري المسيح ( عليه الصلاة و السلام )ية ـ التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ـ أمام هذا النص السابق .. ولا يشيروا إليه من قريب أو بعيد ..!!!  بديهي ؛ لأن هذا سوف يثير التساؤل الخاص بالأمة البديلة أي : من هي تلك الأمة الأخرى .. التي سوف تعطى ملكوت الله .. بدلا منهم ..؟!!!  وهو السؤال الذي ليس له إجابة أخرى سوى : ” الأمة الإسلامية ” ..!!! وربما يلاحظ القارئ أني قد أسقطت الفقرة رقم 42 من السياق الإنجيلي السابق .. وهي فقرة نبوئية تشير إلى الرسول محمد ( صلي الله عليه و سلم )  وكنت لا أنوي الدخول في تفاصيلها . ولكن ـ بعد تردد ـ فضلت كتابتها .. لذلك سوف أعيد كتابة الفقرات السابقة كاملة ..
[ (40) فعندما يعود رب الكرم ، ماذا يفعل بألئك المزارعين ؟ (41) أجابوه : ” أولئك الأشرار ، يهلكهم شر هلاك . ثم يسلم الكـرم إلى مـزارعين آخرين يؤدون له الثمر في أوانه (42) فقال لهم يسوع : ” ألم تقرأوا في الكتاب : الحجر الذي رفضه البناة ، هو نفسه صار حجر الزاوية الأساسي . من الرب كان هذا ، وهو عجيب في أنظارنا ‍!  (43) لذلك أقول لكم : إن ملكوت الله سينزع من أيديكم ويسلم إلى شعب يؤدي ثمره (44) فأي من يقع على هذا الحجر يتكسر ، ومن يقع الحجر عليه يسحقه سحقا ]
( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : متى {21} : 40 – 43 )
وكما نرى أن السيد المسيح ( عليه الصلاة و السلام ) يتكلم عن شخصية آخرى ـ وليس عن نفسه ـ ويشبهه بالحجر الذي يرفضه البناؤون ( والبناءون هنا قد تعنى كل من يحـاول بناء أي نظام فكري أو اجتماعي ) .. ومع ذلك فإن هذا الحجر قد صار رأس الزاوية من قبل المولى .. [ .. قد صار رأس الزاوية . من قِبـَل الرب .. كان هذا .. وهو عجيب في أعيننا ]  . وبديهي ؛ لا يمكن أن يتكلم المسيح ( عليه الصلاة و السلام ) ( صلي الله عليه و سلم ) عن نفسه ويقول : ( كان هذا وهو عجيب في أعيننا ) إلا إذا كان يتكلم عن شخصية أخرى غيره .
والآن ؛ انظر إلى حديث الرسول ( صلي الله عليه و سلم )  عن نفسه [2] .. وعن موقفه من الأنبياء ..
[ .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُنْيَانًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ ( أي حجر ) مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهُ فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ وَيَقُولُونَ هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ قَالَ فَأَنَا تِلْكَ اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ]
وهو ما يعني أن رسول الله صلي الله عليه و سلم   هو حجر الزاوية ـ من قبل المولى عز وجل ـ بالنسبة للأنبياء وهو خاتم النبيين . ويكاد يتطابق المعنى السابق ( الوارد في إنجيل متى فقرة 42 ) مع ما ورد في هذا الحديث وبنفس الكلمات تقريبا . ولا يصح القول هنا بالنقل .. لأنه من المعروف بأنه لم توجد نصوص عربية للكتاب المقدس قبل الإسلام . فالعرب لم يكن لديهم أي اهتمامات بالموضوعات الدينية في هذه الفترة .. بل كان كل اهتمامهم منحصرا في الغزل والشجاعة والأمانة والوفاء والمبارزة [3] . كما وأن أول ترجمة عربية للكتاب المقدس قد تمت في 23 أغسطس سنة 1864 .. أي بعد عهد الرسول بأكثر من 1300 سنة .
والآن ؛ إذا رجعنا إلى الفصل الأول من كتاب : ” بنو إسرائيل من التاريخ القديم وحتى الوقت الحاضر / يطلب من مكتبة وهبة ” ، فسوف نرى أن بني إسرائيل قد استندوا في دعواهم بأنهم ” شعب الله المختار ” إلى أن ” حام ” قد رأى عورة أبيه المخمور ” نوح ( صلي الله عليه و سلم ) ” وهو نائم بدون أن يقصد .. ولما أخبر أخويه ” سام ” و ” يافث ” بهذا الوضع المذري الذي وجد عليه الأب .. قاما بستر عورة أبيهم ـ نوح ـ بملاءة دون أن يريا عورته ..!!!  ولما أفاق نوح من سكره وعلم بذلك لعن ذرية كنعان فقط ( ابن حام ) وجعلها عبيدا لذرية سام فقط .. دون ذرية يافث شريكه في أجر تغطية عورة أبيه نوح . ولكي يحلوا مشكلة تميز ذرية سام فقط دون ذرية يافث .. قاموا بإضافة سبب آخر لجعلهم ” شعب الله المختار ” .. هو أنهم من نسل إبراهيم  .. وأن إبراهيم هذا كان نبيا صالحا .
والآن ؛ هل فعلا أن اختيار الله لشعبه قد تم على الأسس الأسطورية السابق ذكرها .. أم أن الاختيار الحقيقي يجب أن يتم على أسس أخرى مغايرة تماما ..؟!
في الواقع ؛ أن الكتاب المقدس يذكر لنا شروط اختيار الله لـ  ” شعبه المختار ” .. وهي شروط لا تتحقق إلا في ” الأمة الإسلامية ” وحدها كما سنرى . وبديهي لا تخصيص هنا لجنس دون آخر .. لأن الأمة الإسلامية مفتوحة على مصراعيها لكل من يبغي الانضمام إليها ليكون من شعب الله المختار . وليس هذا فحسب ؛ بل أن اعتناق الإنسان للدين الإسلامي ـ لكي يكون من شعب الله المختار ـ هو أصل الغايات من خلق الإنسان .  ولبيان هذا المعني السابق .. وتوخيا للإيجاز .. فإنني سوف أتحرك في إطار عرض نصوص الكتاب المقدس التي تبين الآتي :


(1)    إن ” شعب الله المختار ” [4]  مرتبط بالإلتزام بشريعة موسى .. حيث تبين نصوص الكتاب المقدس أن شريعة موسى يجب أن تطبق على بني إسرائيل وعلى الغريب ( أي على غير بني إسرائيل ) . ومعروف أن شريعة موسى ( الوصايا العشر ) ـ عند استبعاد ما جاء في الكتاب المقدس من وثنيات فكرية وخرافات لا تمت بالشريعة الحقيقية بصلة ـ هي جزء من الشريعة الإسلامية .. بل وتم ذكرها صراحة في القرآن المجيد .
(2)    أن ” شعب الله المختار ” مقترن بالختان .. وهو متحقق في الأمة الإسلامية على نحو مطلق . فالمعروف أن ” ختان الذكر ” هو أمر حتمي في الديانة الإسلامية .
(3)    أن ” شعب الله المختار ” مقرون بطاعة الله وتنفيذ وصاياه .. وهو المنظور الذي لا يتحقق إلا في الأمة الإسلامية فقط .
(4)    أن ” شعب الله المختار ” مقرون بتسبيح الله .. وهو المنظور الذي لا يتحقق إلا في الأمة الإسلامية فقط .

وحول البند الأول .. نجد أن شريعة موسى تسوي بين الإسرائيلي وغير الإسرائيلي أمام الله في نصوص كثيرة .. نذكر منها النص التالي ..
[ (14) وإذا نزل عندكم غريب أو كان أحد في وسطكم في أجيالكم وعمل وقود رائحة سرور للرب فكما تفعلون كذلك يفعل (15) أيتها الجماعة لكم وللغريب النازل عندكم فريضة واحدة دهرية في أجيالكم . مثلكم مثل الغريب أمام الرب (16) شريعة واحدة وحكم واحد يكون لكم وللغريب النازل عندكم ]
( الكتاب المقدس : عدد {15} : 14 – 15 )
فكما نرى ؛ على الرغم من أن الخطاب موجه إلى بني إسرائيل ( بديهي ؛ لأن رسالة موسى خاصة ببني إسرائيل فقط ) .. إلا أنه ينبههم إلى أن شريعة الله واحدة بالنسبة للإسرائيلي ولغير الإسرائيلي .. فالأفراد سواسية أمام الرب .. [ .. مثلكم مثل الغريب أمام الرب ، شريعة واحدة وحكم واحد يكون لكم وللغريب النازل عندكم ] .


وحول البند الثاني .. والخاص بالختان يأتي النص المقدس التالي ..
[ (48) إذا نزل عندك نزيل وصنع فصحا للرب فليختن منه كل ذكر ثم يتقدم ليصنعه . فيكون كمولود الأرض وأما كل أغلف فلا يأكل منه (49) تكون شريعة واحدة لمولود الأرض وللنزيل النازل بينكم ]
( الكتاب المقدس : خروج {12} : 48 – 49 )
فكما نرى أن ” ختان الذكر ” أمر ضروري للاحتفال بعيد الفصح .. أي الدخول في طقوس الجماعة . ويتأكد هذا المعنى أيضا في النص التالي ..
[ (9) وقال الرب لإبراهيم : ” أما أنت فاحفظ عهدي ، أنت وذريتك من بعدك مدى أجيالهم (10) هذا هو عهدي .. : ” أن يختتن كل ذكر منكم .. (13) فعلى كل وليد سواء ولد في بيتك أم اشترى بمال أن يختن ، فيكون عهدي في لحمكم عهدا أبديا (14) أما الذكر الأغلف الذي لم يختن يستأصل من بين قومه لأنه نكث عهدي ]
( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : التكوين {17} : 9 – 14 )
إذن .. فعهـد الرب مرتبط بالختان .. ومتى تم الختان .. يصبح حكم النزيل هو حكم بني إسرائيل .. أي [ .. تكون شريعة واحدة لمولود الأرض وللنزيل النازل بينكم ]  وهو ما يعني قبول الرب له . والمعروف أن ختان الذكر هو أمر حتمي بالنسبة للذكر المسلم في الشريعة الإسلامية .


وحول البند الثالث .. الخاص بتطبيق الشريعة .. يأتي النص المقدس التالي :
[ (3) وأما موسى فصعد إلى الله فناداه الرب من الجبل قائلا هكذا تقول لبيت يعقوب وتخبر بني إسرائيل (4) أنتم رأيتم ما صنعت بالمصريين . وأنا حملتكم على أجنحة النسور وجئت بكم إليَّ (5) فالآن إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين شعوب الأمم . فإن لي كل الأرض (6) وأنتم تكونون لي مملكة كهنة وأمة مقدسة ]
( الكتاب المقدس : خروج {19} : 3 – 5 )
وهنا يصبح اختيار ” شعب الله ” مشروطا بسماع صوت الله ( أي الإلتزام بشرعه ومنهاجه ) وحفظ عهده أي وصاياه . وقد جاء هذا صراحة في النص التالي ..
[ (26) ملعون من لا يقيم كلمات هذا الناموس ( أي الشريعة ) ليعمل بها . ويقول جميع الشعب آمين ]
( الكتاب المقدس : تثنية 27 : 26 )
وأكرر هنا ؛ أن الشريعة الموسوية ( ومنها الوصايا العشر ) هي أحد الصور الأولى للشريعة الإسلامية .


وأخيرا نأتي إلى البند الرابع والأخير ..  وهو الشرط الأخير الخاص بتسبيح المولى ( عز و جل ) واختياره ” لشعبه المختار . ويأتي هذا في النص المقدس التالي ..
[ (20) يمجدني حيوان الصحراء الذئاب وبنات النعام لأني جعلت في البرية ماءا أنهارا في القفر لأسقي شعبي مختاري (21) هذا الشعب جعلته لنفسي . يحدث بتسبيحي ]
( الكتاب المقدس : إشعياء {43} : 20 – 21 )
.. [ شعبي مختاري .. يحدث بتسبيحي ] .. [ شعبي مختاري .. يحدث بتسبيحي ] .. أود أن أكررها آلاف المرات .. حتى تتنبه لهذا المعنى هذه البشرية الغافلة .. وحتى تتنبه إلى أن ” شعب الله المختار ” .. هو الشعب الذي يحدث بتسبيح الله .. وليس الشعب الذي يجحد الله .. ويكفر به .. وبكل ما أنزله ..!!!
والسؤال الآن : هـل الشعب اليهودي ـ الآن ـ وهو الشعب الـذي يجحد جميع الأديان [5] هو الشعب الذي يحدث بتسبيح الله  .. أم أن الشعب المسلم هو الذي يحدث بتسبيح الله ..؟!!!

فإذا لم تكن البشرية ـ الغافلة ـ تعلم .. أقول لها : إن الشعب المسلم هو الشعب الوحيد الذي يحدث بتسبيح الله  .. فهو الشعب الذي يؤدي على الأقل ـ بعد التطهر والوضوء ـ خمس صلوات في اليوم والليلة الواحدة .. تتخللها ـ على الأقل أيضا ـ (153) تسبيحة ..!!!  كما يتخللها الركوع والسجود لله ( عز و جل ) .. كما يتخللها التسبيح بحمد الله 17 مرة على الاقل ( سورة الفاتحة ) .. وهذا كله عدا النوافل .. ومنها صلاة كاملة تعرف باسم : ” صلاة التسابيح ” والتي يتخللها (1500) تسبيحة ..!!!  فأي شعب ـ إذن ـ هو  ” شعب الله المختار ” الذي يحدث بتسبيحه ..؟!!!
كما يجب ملاحظة .. أن سفر ” إشعياء ” الوارد فيه شرط التسبيح السابق .. هو السفر الذي يتنبأ بالرسول القادم .. وبـ ” شعب الله المختار ” المرتقب .. على النحو السابق ذكره .. وكما يأتي هذا في النص التالي ..
[ (1) هو ذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي . وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم (2) لا يصيح ولا يرفع في الشارع صوته .. (4) لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته (  and the isles shall wait for his law) ]
( الكتاب المقدس : إشعياء {42} : 1 – 4 )
وهو نص في غاية من الوضوح في وصف محمد ( صلي الله عليه و سلم )  وبعثته .  وبديهي ؛ لا يمكن أن يكون هذا العبد المرتقب هو عيسى ( صلي الله عليه و سلم ) ( كما يدّعون ، لأن عيسى ( صلي الله عليه و سلم ) من منظور الكتاب المقدس هو الإله نفسه ) ، كما وأن عيسى ( صلي الله عليه و سلم ) لم يأت بشريعة . والآن : من هو هذا العبد الذي وضع الحق للأمم ..؟!! ومن هو هذا العبد الذي تنتظر الأمم شريعته ..؟!!!  بديهي ؛ هي أسئلة .. لا تجد إجابة طبيعية لها .. إلا في محمد ( صلي الله عليه و سلم ) عبد الله ورسوله .. ولن أزيد .
وننتهي من هذا كله إلى أن : ” شعب الله المختار ” .. هو اختيار مبني على تحقيق شروط بعينها . فلا يمكن أن يقع الاختيار الإلهي على شعب يعيش على الإرهاب والإجرام .. وسفك الدماء .. والإبادة .. والقتل .. والعمل على تقطيع الروابط بين الله ( عز و جل ) وبين البشرية .. حتى يكون هذا الشعب .. هو : ” شعب الله المختار ” ..!!! فهل فقدت البشرية رشدها ..؟!!! وهل فقدت البشرية عقلها إلى مثل هذا الحد ..؟!!!
والسؤال الآن ؛ ما مدى إلتزام بني إسرائيل بهذه الشروط حتى يكونوا شعب الله المختار .. كما يدّعون بهذا ..؟!!!  وإلى الإجابة .. بشهادة الكتاب المقدس عليهم ..
[ (11) وفعل بنو إسرائيل الشر في عيني الرب وعبدوا البعليم (12) وتركوا الرب إله آبائهم الذي أخرجهم من أرض مصر وساروا وراء آلهة أخرى من آلهة الشعوب الذين حولهم وسجدوا لها وأغاظوا الرب (13) تركوا الرب وعبدوا البعل وعشتاروث ]
( الكتاب المقدس : القضاة {2}  : 11 – 15 )


فهل يمكن لأي إنسان عاقل أن يقول : إني أتصرف هكذا لكي أغيظ الرب ..؟!!! وهل الرب اغتاظ فعلا ..!!!  ليوحي للنبي صموئيل ( صلي الله عليه و سلم )( كاتب هذا السفر .. على الأرجح ..!!! ) بهذه العبارة لتصبح نصا مقدسا ..؟!!! وليت الأمر اقتصر على العامة من بني إسرائيل بأنهم لم يسمعوا لكلام الله .. كما لم يحفظوا عهده وعبدوا آلهة أخرى ..!!!  بل تعدى الأمر إلى رجال الدين أيضا .. الذين قاموا بارتكاب جميع الآثام والموبقات ..
[ (14) حتى أن جميع رؤساء الكهنة والشعب أكثروا الخيانة حسب كل رجاسات الأمم ونجسوا بيت الرب الذي قدسه في أورشليم ]
( الكتاب المقدس : أخبار الأيام الثاني {36}  : 14 )
وليس هذا فحسب بل تقوم سياسة رؤساء بنو إسرائيل في فلسطين المحتلة على القتل وسفك دماء الأبرياء .. واقتراف المعاصي .. كما وصفهم بهذا الكتاب المقدس ..
[ (6) هو ذا رؤساء إسرائيل كل واحد حسب استطاعته كانوا فيك ( في القدس وما حولها ) لأجل سفك الدم (7) فيك أهانوا أبا وأما . في وسطك عاملوا الغريب بالظلم . فيك اضطهدوا اليتيم والأرملة (8) ازدريت أقداسي ونجست سبوتي (جمع يوم السبت) (9) كان فيك أناس وُشاةٌ لسفك الدم وفيك أكلوا على الجبال . في وسطك عملوا الرذيلة ]
( الكتاب المقدس : حزقيال {22}  : 6 – 9 )


فكيف يكونوا بعد كل هذا .. ” شعب الله المختار ” ..؟!!!
ولهذا جاءت لعنة الله ( عز و جل ) عليهم في قوله تعالى في القرآن المجيد .. أي في العهد الحديث أو العهد الأخير ..


( .. وَلَكِن لَّـعَنَهُمُ اللَّـهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46)
( القرآن المجيد : النساء {4} : 46 )
وليس هذا فحسب .. بل ..
(.. فَبَاءُو بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ (90)
( القرآن المجيد : البقرة {2} : 90 )
ولهذا كان موقف الرب ( عز و جل ) منهم .. كما جاء في الكتاب المقدس ..
[ (15) فأرسل الرب إله آبائهم إليهم عن يد رسله .. (16) فكانوا يهزأون برسل الله ورذلوا كلامه وتهاونوا بأنبيائه حتى ثار غضب الرب على شعبه حتى لم يكن شفاء (17) فأصعد عليهم ملك الكلدانيين فقتل مختاريهم بالسيف في بيت مقدسهم . ولم يشفق على فتى أو عذراء ولا على شيخ أو أشيب بل دفع الجميع ليده ]
( الكتاب المقدس : أخبار الأيام الثاني {36}  : 15 – 17 )

أي أن الله ( عز و جل ) قد سلط عليهم ـ بذنوبهم ـ من يقوم بتدميرهم ولا يشفق عليهم ..!!!


ولم يقتصر الأمر على الماضي .. بل سوف يجمعهم الرب ( عز و جل ) في أورشليم ويحرقهم .. ويصب عليهم جمّ سخطه وغضبه .. وهي النهاية المحتومة والعادلة لكل ما اقترفته أيديهم .. من قتل وظلم واغتصاب .. وهو ما يعني إفنائهم وزوال دولتهم .. كما جاء في كتابهم المقدس في النص التالي ..
[ (19) لأجل ذلك هذا ما يعلنه السيد الرب ، لأنكم كلكم قد صرتم نفاية ، فها أنا أجمعكم في وسط أورشليم (20) كما تجمع الفضة والنحاس والحديد والرصاص والقصدير في الكور ، لتنفخ عليها نار لتسبك . كذلك أجمعكم في غضبي وسخطي وأطرحكم وأسبككم (21) أجمعكم وأنفخ عليكم في نار غضبي فتسبكون فيها (22) كما تسبك الفضة في بوتقة النار ، هكذا تسبكون فيها فتدركون أني أنا الرب قد سكبت سخطي عليكم ]
( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : حزقيال {22}  : 19 – 22 )
أي هي سنة الله  اللامتغيرة .. والتي تقضي بعقاب القتلة والظالمين ..


ويأتي السيد المسيح ( عليه الصلاة و السلام ) وينهي خصوصيتهم كشعب الله المختار  .. ويقول لهم ..


[ (43) لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره ]
( الكتاب المقدس : متى {21} : 43 )
كما أصبحت علاقتهم بالتوراة من المنظور القرآني ( العهد الأخير ) هي ..


(مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُواْ التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يْحْمِلُ أسْفَارَا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياَتِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْظَالِمِينَ (5)
( القرآن المجيد : الجمعة {62} : 5 )
أما دعوى بني إسرائيل بأنهم من نسل ” إبراهيم ( عليه الصلاة و السلام ) ”  .. فمردود عليها بقوله تعالى ..


(وَإذِ ابْتَلَى إبرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَتِى قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِى الظَّالِمِينَ  (124) (
( القرآن المجيد : البقرة {2} : 124 )
[ ابتلى إبراهيم ربه : اختبره ربه   /  بكلمات : شرائع الإسلام التي أمره الله بها   /  أتمهن : أكملهن  /  لا ينال عهدي : قيل ” العهد ” هو النبوة .. واختلف فيه .. وقيل الوعد  ]
وكما نرى أن ” إبراهيم ( عليه الصلاة و السلام ) ”  قد طلب العهد لذريته ( ينبغي ملاحظة أن محمد ( عليه الصلاة و السلام ) من ذرية إبراهيم ( عليه الصلاة و السلام ) ) .. ولكن المولى ينبهه إلى أن هذا العهد لا يناله الظالمون . وهذا هو موقف القرآن المجيد ( العهد الأخير ) من الظالمين ..

(.. إِنَّا أعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِى الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابَ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أجْرَ مَنْ أحْسَنَ عَمَلاً (30)
( القرآن المجيد : الكهف {18} : 29 – 30 )


وبديهي ؛ ننتهي من هذا كله أن الشروط الواجب توافرها في : ” شعب الله المختار ” لا تنطبق .. ولا تتحقق في ” الشعب اليهودي ” من قبل .. كما رأينا هذا من نصوص الكتاب المقدس . كما وأنها لا تتحقق فيه الآن .. بإجرامه اللامتناهي مع الشعب الفلسطيني الأعزل .. ومؤامراته على العالم أجمع . لذا لا يمكن لهذا الشعب أن يستحق أن يكون شعب الله المختار تحت أي زعم أو تصور .
فإذا انتقلنا إلى مفهوم الاختيار الإلهي ” للشعب المختار ” من منظور القرآن المجيد .. أي من منظور ” العهد الأخير ” .. فنجد أن اختيار المولى  للأمة الإسلامية يأتي على النحو التالي :


(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتـُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ .. (110) )


( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 110 )


أي هو اختيار مشروط : بالأمر بالمعروف .. والنهي عن المنكر .. والإيمان بالله . فهل هذه الشروط تنطبق على الشعب اليهودي ..؟!!! أم هي ـ بداهة ـ تتفق وحركة ” الأمة الإسلامية ” .. ولكن هي الدعاية الصهيونية الكاذبة .. التي تقلب الحق باطلا .. والباطل حقا .. وتزين : ” الدين الإسلامي ” بأنه دين دموي وإرهابي ..!!!
وبكل أسف ؛ فإن الأمة الإسلامية بموقفها الحالي المتخاذل ـ بالخوف من الجهر بهذه الحقائق ـ يؤيد الدعاية الصهيونية بطريقة مباشرة وغير مباشرة . فالأمة الإسلامية أصبحت الآن .. تخاف الجهر بحقيقة الأديان .. وهي بهذا تحمل أوزارا فوق أوزارها ..!!! فهي تحمل أوزار الآخرين الذين أضلتهم بعلم .. وبغير علم .. لتقاعسها عن توصيل البلاغ الإلهي الأخير .. لهذا العالم الغافل .  فهل آن الآوان لهذا العالم الغافل التنبه إلى كل ما كتب ..!!!  إن ” شعب الله المختار ” بالمفهوم العريض للكلمة هو : ” الأمة الإسلامية ” .. وهو العالم كله أيضا . إن الأمة الإسلامية ليست مقصورة على نفسها .. بل هي أمة مفتوحة على مصراعيها لمن يريد الإنضمام إليها .. لكي يكون من شعب الله المختار .. بل أن الانضمام إليها هي ضرورة تحتمها وجود الغايات من خلق الإنسان ..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


هوامش المقالة :


[1]  ليس اليهود وحدهم هم الذين يعتبرون  أنفسهم : ” شعب الله المختار ” ( بغض النظر عن سيئات أعمالهم ومدى إجرامهم ) .. وإنما الهنود الأمريكيون أيضا يعدون أنفسهم ” شعب الله المختار ” .. ويذهبون إلى أن ” الروح الأعظم ” هو الذي خلق هذا الشعب ليكون نموذجا يحتذى به .. ومثالا يرتفع إليه البشر ..!!! وهناك قبيلة من القبائل الهندية تطلق على نفسها : ” الناس الذين لا ناس سواهم ” .. إلى آخره من هذه المفاهيم التخصيصية أو العنصرية . ويمكن القول بأن كل الجماعات البشرية ـ تقريبا ـ تكاد تتفق على القول بأن عقائد الجماعات الأخرى هي عقائد منحطة مقارنة بعقيدتها ( وهو ما يعرف باسم : قانون الخلاص الفطري ) ..!!!

[2]  متفق عليه .. رواه أبو هريرة . وأورده أحمد في مسنده ( حديث رقم 8802  ) . ( موسوعة الحديث الشريف الإلكترونية : الإصدار الأول 1, 1 / شركة صخر لبرامج الحاسب ) .

[3]  ” الكتاب المقدس في التاريخ العربي المعاصر ” د. قس / ثروت قادس . دار الثقافة . ص : 144 .

[4]  تـأتي ذكر كلمة ( مختار ) ومشتقاتها .. في العهد القديم في (31) موقعا .. وفي العهد الجديد في (24) موقعا .  وتأتي ذكر كلمتي ( مختار + شعب ) ومشتقاتهما .. في العهد القديم في (5) مواقع فقط .. وفي العهد الجديد في ( موقعين ) فقط . وسوف نقتصر ـ هنا ـ على ذكر المعاني الخاصة بشعب الله المختار فقط .. وليس بمعاني هذه الكلمات على نحو عام .

[5]  تقول ” يولا ديان ” ( ابنة : موشى ديان ، وزير الدفاع الإسرائيلي أثناء حرب 67 ) فى كتابها : ” وجه فى المرآة ” : أن معظم سكان القدس الخالدة من الإسرائيليين هم من الذين يجحدون جميع الأديان على الرغم من أن إسرائيل تبنى ادعاءها فى ملكية القدس على أساس ديني قبل كل شيء ..!!!   وتضيف ” يولا ” قائلة : لقد تقطعت الحبال بيننا وبين الماضي ( الديني ) والمستقبل ( اللاديني ) ، وليس لنا إلا أن نعيش الحاضر ، بل الساعة التى نحن فيها ، ويجب أن نقتطف الملذات من جميع الأشجار المحرمة ..!!!


دكتور مهندس / محمد الحسيني إسماعيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى