نظام التكييف عند الخيل
نظام التكييف عند الخيل
الخيول آية من آيات الله … هذه المخلوقات التي ذكرها الله في القرآن تعتبر من المخلوقات الغريبة والتي تستحق التفكر، وسوف نعيش مع اكتشاف جديد يتعلق بنظام التكييف في رؤوسها ………..
الخبر العلمي
يقول علماء كنديون إن رؤوس الخيول تتمتع بنظام تبريد ذاتي عندما ترتفع حرارتها أثناء العدو السريع، فقد ورد في تقرير لباحثين كنديين نشرته مجلة الطبيعة أن الخيول تتمتع بنظام تشريحي غير عادي يوجد في قاع الجمجمة يعمل على تبريد الدماء التي تصل إلى المخ. فالحيوانات الرياضية كالخيول يجب أن تظل درجة حرارة رؤوسها أقل من أربعين درجة مئوية خلال التدريبات العنيفة وإلا تعرضت إلى تلف في المخ.
وقد ظلت الطريقة التي تؤدي بها الخيول هذه الوظيفة لغزاً، فقد بدت الخيول وكأنها تفتقد أنظمة التحكم الحراري المعتادة في الحيوانات الأخرى، والآن يعتقد كيث بابتيست وزملاؤه في جامعة ساسكاتشوان في كندا أنهم وجدوا الإجابة. فقد اكتشف هؤلاء الباحثون أن الشرايين السباتية التي تنقل الدم إلى المخ يحيط بها كيسان يحتويان على كمية من الهواء (حوالي 300 إلى 500 مليجرام من الهواء) القادم من الجهاز التنفسي. فعندما يجهد الحصان ويعرق تتحول الحرارة في الدم إلى أكياس الهواء هذه.
وقد وجدت هذه الأكياس الهوائية في حيوانات أخرى شبيهة بالخيول مثل الحمار الوحشي والقرود، وأيضا في بعض أنواع الخفافيش، وحتى في فئران الغابات الأمريكي، وقد اكتشفت الأكياس الهوائية في رؤوس الخيول عام 1756 ومنذ ذلك التاريخ حاولت عدة نظريات التوصل إلى تحديد وظائفها.
ويقول كيث بابتيست إن البعض في القرن الثامن عشر اعتقد أن هذه الأكياس تساعد الخيول في السباحة بمساعدتها على حمل رؤوسها فوق الماء، ويؤكد هذا الباحث بأن الخيول لم تتطور تشريحياً بهدف إجادة السباحة فهي لا تجيد السباحة لهذه الدرجة، لذلك يصعب تصور أن هذه الأكياس تطورت للقيام بهذه الوظيفة، إنه يجب أن تكون لهذه الأكياس وظيفة مفيدة لأنها تشكل مصدر خطر على صحة الخيول. فهذه الأكياس عرضة للإصابة بالبكتيريا والطفيليات التي ربما تكون مميتة، لذلك فهي موجودة لهدف ما.
واستخدم فريق الباحثين مجسات لقياس التغييرات في درجة الحرارة عند ثلاثة مواضع مختلفة عندما يتحرك الدم في الشرايين ثم عبر الأكياس الهوائية ثم عندما يصل إلى المخ، ووضعت هذه المجسات في أربعة جياد ثم عرضت هذه الجياد لسلسلة من التدريبات المتباينة. وأظهرت هذه التجربة أن درجة الحرارة انخفضت بعد مرور الدم في الأكياس الهوائية. ويقول كيث بابتيست إن هذا الاكتشاف سوف يجبر الكثيرين على تغيير أفكارهم المتعلقة بعلم تشريع الخيول.
تعتبر الخيول من أهم الوسائل التي سخرها الله لخدمة البشر على مر العصور، ويؤكد العلماء أنه لولا وجود هذا النظام المتطور للتبريد في رؤوس الخيول، لما استطاعت العدو السريع، ولذلك أقسم الله تعالى بالعاديات وهي الخيول التي تسير وتعدو بسرعة، وقد أنزل الله سورة كاملة هي سورة العاديات تكريماً لهذه المخلوقات وليعرفنا على نعمه العظيمة عسى أن نشكر الله تعالى. يقول تعالى: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) سورة العاديات.
التعليق
إن ما يكشفه العلماء من أنظمة حيوية متطورة تتمتع بها الخيول يناقض فرضية التطور التي ينادي بها الطبيعيون، فالطبيعة لا يمكن أن تدرك حاجة الخيول لمثل هذه الأنظمة، ولذلك فإن التفسير الوحيد لوجود نظام تكييف في رؤوس الخيول يحمي دماغها من التلف نتيجة الحرارة الزائدة أثناء العدو السريع، هو دليل مادي ملموس نراه بأعيننا، على أن الذي صنع هذه الخيول يعلم مسبقاً بما ستؤديه من مهام لخدمة الإنسان، ولذلك زوّدها بهذه الأجهزة لضمان استمرارها وعدم انقراضها ولكي تؤدي عملها على أكمل وجه.
ولذلك قال تعالى: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [النحل: 8]. هذه الخيول استخدمها الإنسان في المعارك وفي النقل وكانت سبباً في انتشار الإسلام، يقول تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ) [الأنفال: 60]. ولا ننسى أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الخيل معقود في نواصيها الخير، وهكذا فإن أي اكتشاف علمي ينبغي أن نقرأه قراءة علمية وقراءة إيمانية، القراءة العلمية من أجل رؤية ما يكشفه العلماء وكيف نستفيد منه في الدنيا، أما القراءة الإيمانية فهدفها رؤية مخلوقات الله وقدرة الخالق في الخلق، لندرك نعمة الله علينا القائل: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) [إبراهيم: 34].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
نظام التكييف عند الخيل
الخيول آية من آيات الله … هذه المخلوقات التي ذكرها الله في القرآن تعتبر من المخلوقات الغريبة والتي تستحق التفكر، وسوف نعيش مع اكتشاف جديد يتعلق بنظام التكييف في رؤوسها ……….. |
الخبر العلمي
يقول علماء كنديون إن رؤوس الخيول تتمتع بنظام تبريد ذاتي عندما ترتفع حرارتها أثناء العدو السريع، فقد ورد في تقرير لباحثين كنديين نشرته مجلة الطبيعة أن الخيول تتمتع بنظام تشريحي غير عادي يوجد في قاع الجمجمة يعمل على تبريد الدماء التي تصل إلى المخ. فالحيوانات الرياضية كالخيول يجب أن تظل درجة حرارة رؤوسها أقل من أربعين درجة مئوية خلال التدريبات العنيفة وإلا تعرضت إلى تلف في المخ.
وقد ظلت الطريقة التي تؤدي بها الخيول هذه الوظيفة لغزاً، فقد بدت الخيول وكأنها تفتقد أنظمة التحكم الحراري المعتادة في الحيوانات الأخرى، والآن يعتقد كيث بابتيست وزملاؤه في جامعة ساسكاتشوان في كندا أنهم وجدوا الإجابة. فقد اكتشف هؤلاء الباحثون أن الشرايين السباتية التي تنقل الدم إلى المخ يحيط بها كيسان يحتويان على كمية من الهواء (حوالي 300 إلى 500 مليجرام من الهواء) القادم من الجهاز التنفسي. فعندما يجهد الحصان ويعرق تتحول الحرارة في الدم إلى أكياس الهواء هذه.
وقد وجدت هذه الأكياس الهوائية في حيوانات أخرى شبيهة بالخيول مثل الحمار الوحشي والقرود، وأيضا في بعض أنواع الخفافيش، وحتى في فئران الغابات الأمريكي، وقد اكتشفت الأكياس الهوائية في رؤوس الخيول عام 1756 ومنذ ذلك التاريخ حاولت عدة نظريات التوصل إلى تحديد وظائفها.
ويقول كيث بابتيست إن البعض في القرن الثامن عشر اعتقد أن هذه الأكياس تساعد الخيول في السباحة بمساعدتها على حمل رؤوسها فوق الماء، ويؤكد هذا الباحث بأن الخيول لم تتطور تشريحياً بهدف إجادة السباحة فهي لا تجيد السباحة لهذه الدرجة، لذلك يصعب تصور أن هذه الأكياس تطورت للقيام بهذه الوظيفة، إنه يجب أن تكون لهذه الأكياس وظيفة مفيدة لأنها تشكل مصدر خطر على صحة الخيول. فهذه الأكياس عرضة للإصابة بالبكتيريا والطفيليات التي ربما تكون مميتة، لذلك فهي موجودة لهدف ما.
واستخدم فريق الباحثين مجسات لقياس التغييرات في درجة الحرارة عند ثلاثة مواضع مختلفة عندما يتحرك الدم في الشرايين ثم عبر الأكياس الهوائية ثم عندما يصل إلى المخ، ووضعت هذه المجسات في أربعة جياد ثم عرضت هذه الجياد لسلسلة من التدريبات المتباينة. وأظهرت هذه التجربة أن درجة الحرارة انخفضت بعد مرور الدم في الأكياس الهوائية. ويقول كيث بابتيست إن هذا الاكتشاف سوف يجبر الكثيرين على تغيير أفكارهم المتعلقة بعلم تشريع الخيول.
تعتبر الخيول من أهم الوسائل التي سخرها الله لخدمة البشر على مر العصور، ويؤكد العلماء أنه لولا وجود هذا النظام المتطور للتبريد في رؤوس الخيول، لما استطاعت العدو السريع، ولذلك أقسم الله تعالى بالعاديات وهي الخيول التي تسير وتعدو بسرعة، وقد أنزل الله سورة كاملة هي سورة العاديات تكريماً لهذه المخلوقات وليعرفنا على نعمه العظيمة عسى أن نشكر الله تعالى. يقول تعالى: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) سورة العاديات.
التعليق
إن ما يكشفه العلماء من أنظمة حيوية متطورة تتمتع بها الخيول يناقض فرضية التطور التي ينادي بها الطبيعيون، فالطبيعة لا يمكن أن تدرك حاجة الخيول لمثل هذه الأنظمة، ولذلك فإن التفسير الوحيد لوجود نظام تكييف في رؤوس الخيول يحمي دماغها من التلف نتيجة الحرارة الزائدة أثناء العدو السريع، هو دليل مادي ملموس نراه بأعيننا، على أن الذي صنع هذه الخيول يعلم مسبقاً بما ستؤديه من مهام لخدمة الإنسان، ولذلك زوّدها بهذه الأجهزة لضمان استمرارها وعدم انقراضها ولكي تؤدي عملها على أكمل وجه.
ولذلك قال تعالى: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [النحل: 8]. هذه الخيول استخدمها الإنسان في المعارك وفي النقل وكانت سبباً في انتشار الإسلام، يقول تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ) [الأنفال: 60]. ولا ننسى أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الخيل معقود في نواصيها الخير، وهكذا فإن أي اكتشاف علمي ينبغي أن نقرأه قراءة علمية وقراءة إيمانية، القراءة العلمية من أجل رؤية ما يكشفه العلماء وكيف نستفيد منه في الدنيا، أما القراءة الإيمانية فهدفها رؤية مخلوقات الله وقدرة الخالق في الخلق، لندرك نعمة الله علينا القائل: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) [إبراهيم: 34].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع
نظام التكييف عند الخيل
الخيول آية من آيات الله … هذه المخلوقات التي ذكرها الله في القرآن تعتبر من المخلوقات الغريبة والتي تستحق التفكر، وسوف نعيش مع اكتشاف جديد يتعلق بنظام التكييف في رؤوسها ………..
الخبر العلمي
يقول علماء كنديون إن رؤوس الخيول تتمتع بنظام تبريد ذاتي عندما ترتفع حرارتها أثناء العدو السريع، فقد ورد في تقرير لباحثين كنديين نشرته مجلة الطبيعة أن الخيول تتمتع بنظام تشريحي غير عادي يوجد في قاع الجمجمة يعمل على تبريد الدماء التي تصل إلى المخ. فالحيوانات الرياضية كالخيول يجب أن تظل درجة حرارة رؤوسها أقل من أربعين درجة مئوية خلال التدريبات العنيفة وإلا تعرضت إلى تلف في المخ.
وقد ظلت الطريقة التي تؤدي بها الخيول هذه الوظيفة لغزاً، فقد بدت الخيول وكأنها تفتقد أنظمة التحكم الحراري المعتادة في الحيوانات الأخرى، والآن يعتقد كيث بابتيست وزملاؤه في جامعة ساسكاتشوان في كندا أنهم وجدوا الإجابة. فقد اكتشف هؤلاء الباحثون أن الشرايين السباتية التي تنقل الدم إلى المخ يحيط بها كيسان يحتويان على كمية من الهواء (حوالي 300 إلى 500 مليجرام من الهواء) القادم من الجهاز التنفسي. فعندما يجهد الحصان ويعرق تتحول الحرارة في الدم إلى أكياس الهواء هذه.
وقد وجدت هذه الأكياس الهوائية في حيوانات أخرى شبيهة بالخيول مثل الحمار الوحشي والقرود، وأيضا في بعض أنواع الخفافيش، وحتى في فئران الغابات الأمريكي، وقد اكتشفت الأكياس الهوائية في رؤوس الخيول عام 1756 ومنذ ذلك التاريخ حاولت عدة نظريات التوصل إلى تحديد وظائفها.
ويقول كيث بابتيست إن البعض في القرن الثامن عشر اعتقد أن هذه الأكياس تساعد الخيول في السباحة بمساعدتها على حمل رؤوسها فوق الماء، ويؤكد هذا الباحث بأن الخيول لم تتطور تشريحياً بهدف إجادة السباحة فهي لا تجيد السباحة لهذه الدرجة، لذلك يصعب تصور أن هذه الأكياس تطورت للقيام بهذه الوظيفة، إنه يجب أن تكون لهذه الأكياس وظيفة مفيدة لأنها تشكل مصدر خطر على صحة الخيول. فهذه الأكياس عرضة للإصابة بالبكتيريا والطفيليات التي ربما تكون مميتة، لذلك فهي موجودة لهدف ما.
واستخدم فريق الباحثين مجسات لقياس التغييرات في درجة الحرارة عند ثلاثة مواضع مختلفة عندما يتحرك الدم في الشرايين ثم عبر الأكياس الهوائية ثم عندما يصل إلى المخ، ووضعت هذه المجسات في أربعة جياد ثم عرضت هذه الجياد لسلسلة من التدريبات المتباينة. وأظهرت هذه التجربة أن درجة الحرارة انخفضت بعد مرور الدم في الأكياس الهوائية. ويقول كيث بابتيست إن هذا الاكتشاف سوف يجبر الكثيرين على تغيير أفكارهم المتعلقة بعلم تشريع الخيول.
تعتبر الخيول من أهم الوسائل التي سخرها الله لخدمة البشر على مر العصور، ويؤكد العلماء أنه لولا وجود هذا النظام المتطور للتبريد في رؤوس الخيول، لما استطاعت العدو السريع، ولذلك أقسم الله تعالى بالعاديات وهي الخيول التي تسير وتعدو بسرعة، وقد أنزل الله سورة كاملة هي سورة العاديات تكريماً لهذه المخلوقات وليعرفنا على نعمه العظيمة عسى أن نشكر الله تعالى. يقول تعالى: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) سورة العاديات.
التعليق
إن ما يكشفه العلماء من أنظمة حيوية متطورة تتمتع بها الخيول يناقض فرضية التطور التي ينادي بها الطبيعيون، فالطبيعة لا يمكن أن تدرك حاجة الخيول لمثل هذه الأنظمة، ولذلك فإن التفسير الوحيد لوجود نظام تكييف في رؤوس الخيول يحمي دماغها من التلف نتيجة الحرارة الزائدة أثناء العدو السريع، هو دليل مادي ملموس نراه بأعيننا، على أن الذي صنع هذه الخيول يعلم مسبقاً بما ستؤديه من مهام لخدمة الإنسان، ولذلك زوّدها بهذه الأجهزة لضمان استمرارها وعدم انقراضها ولكي تؤدي عملها على أكمل وجه.
ولذلك قال تعالى: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [النحل: 8]. هذه الخيول استخدمها الإنسان في المعارك وفي النقل وكانت سبباً في انتشار الإسلام، يقول تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ) [الأنفال: 60]. ولا ننسى أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الخيل معقود في نواصيها الخير، وهكذا فإن أي اكتشاف علمي ينبغي أن نقرأه قراءة علمية وقراءة إيمانية، القراءة العلمية من أجل رؤية ما يكشفه العلماء وكيف نستفيد منه في الدنيا، أما القراءة الإيمانية فهدفها رؤية مخلوقات الله وقدرة الخالق في الخلق، لندرك نعمة الله علينا القائل: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) [إبراهيم: 34].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com/ar
المراجع