أنبياء الله في كتاب النصارى المقدس
الحديث عن أنبياء الله في (الكتاب المقدس) حديث أشبه بأحاديث الخيال، حديثٌ لا يكاد يصدق، إلا أنه حقيقة في كتاب النصارى (المقدس)، يعترفون بها ولا ينكرونها. وهاك بعض ملامحها.
وفي هذا المقال لا أقوم بِبَتْرِ النَّص وإنما أنقل سياقاً كاملاً
نـــوح عليه السلام:
في كتابهم أنه شرب من الخمر فسكر وتعرّى ، ورأى ابنه عورته فلعنه ولعن ابنه -أي حفيد نوح عليه السلام!!!!!
في سفر التكوين [إصحاح 9 : العدد20ـ 28 ] “وَابْتَدَا نُوحٌ يَكُونُ فَلَّاحا وَغَرَسَ كَرْما. وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. فَابْصَرَ حَامٌ ابُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ ابِيهِ وَاخْبَرَ اخَوَيْهِ خَارِجا. فَاخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى اكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا الَى وَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ ابِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا الَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أبِيهِمَا. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ فَقَالَ: مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لاخْوَتِهِ. وَقَالَ: مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدا لَهُ. لِيَفْتَحِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدا لَهُمْ.
ونسأل: نبي ويشرب الخمر؟!
نبي يسكر ويتعرى؟!
نبي ويلعن حفيده الذي لا ذنب له؟! ويجعله عبداً لأعمامه على جرم لم يقترفه؟؟
لــوط عليه السلام:
قالوا عنه: شرب خمراً وسكر ثم زنى بابنتيه وأنجب منهما ولدين موآب وعمون!!!
التكوين [19 : 30ـ 39 ]: “وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لانَّهُ خَافَ انْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: ابُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الارْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الارْضِ. هَلُمَّ نَسْقِي ابَانَا خَمْرا وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ ابِينَا نَسْلا. فَسَقَتَا ابَاهُمَا خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ ابِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. وَحَدَثَ فِي الْغَدِ انَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: انِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ ابِي. نَسْقِيهِ خَمْرا اللَّيْلَةَ ايْضا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ ابِينَا نَسْلا. فَسَقَتَا ابَاهُمَا خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ايْضا وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أبِيهِمَا. فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ مُوابَ -وَهُوَ أبُو الْمُوابِيِّينَ إلَى الْيَوْمِ- وَالصَّغِيرَةُ ايْضا وَلَدَتِ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ بِنْ عَمِّي -وَهُوَ ابُو بَنِي عَمُّونَ الَى الْيَوْمِ-.”
إسرائيل (يعقوب) عليه السلام:
قالوا عنه:
ـ مكر بابيه إسحاق وسرق البركة من أخيه عيسو. سفر التكوين [27 : 18 ـ 40].
ـ صارع الرب وكاد يغلبه. سفر التكوين: [32 : 24 ـ 33].
ـ لطم الخدود وشق الجيوب وكفر بقضاء الله حين سمع بخبر أكل الذئب ليوسف -عليه السلام- سفر التتكوين [37 : 32 ـ 38].
ـ واتهموا بناته بالزنا. سفر التكوين [34: 1 ـ 5].
ـ ويذكر الكتاب المقدس بعد ذكر قصة زنا بنت يعقوب (دِينَةُ ابْنَةُ لَيْئَةَ) أن أبناء يعقوب قاموا بقتل كل الذكور ونهبوا البلدة بعدما أمنوهم على أنفسهم -أي غدروا بهم- وذلك لأن شكيم قد زنى بأختهما. راجع -إن شئت- سفر التكوين [34/ 20ـ 29].
ـ ويقولون أن واحداً من أبنائه -عليه السلام- زنى بسرّية أبيه، والسرية في حكم الزوجة عندنا وعندهم أيضاً. راجع سفر التكوين [35 : 21 ـ 23].
وكله كلام (مقدّس) يحتويه (الكتاب المقدس)!!
وعندنا: {وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف:18]
موسى عليه السلام:
قالوا عنه: خان الله -عز وجل- هو وهارون -عليهما السلام- ولم يقدّسا الله تبارك وتعالى بين شعب إسرائيل كما أمرهما. سفر التثنية [32 : 48-51].
ـ ويسيء الأدب مع الله وهو يخاطبه. جاء في سفر الخروج [5 : 22ـ 24]: “فَرَجَعَ مُوسَى الَى الرَّبِّ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ لِمَاذَا أسَاتَ إلَى هَذَا الشَّعْبِ؟ لِمَاذَا أرْسَلْتَنِي؟ فَانَّهُ مُنْذُ دَخَلْتُ إلَى فِرْعَوْنَ لاتَكَلَّمَ بِاسْمِكَ أسَاءَ إلَى هَذَا الشَّعْبِ. وَأنْتَ لَمْ تُخَلِّصْ شَعْبَكَ”
واقرأ هذه: وفي سفر الخروج أيضاً [11 : 11]: “فَقَال مُوسَى لِلرَّبِّ: لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلى عَبْدِكَ وَلِمَاذَا لمْ أَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى أَنَّكَ وَضَعْتَ ثِقْل جَمِيعِ هَذَا الشَّعْبِ عَليَّ؟”
:هارون عليه السلام
نسبوا إليه هو صناعة العجل لبني إسرائيل كي يعبدوه من دون الله . سفر الخروج [32 : 1-6]
داود عليه السلام:
قالوا عنه: زنا بزوجة جارة أوريا الحثي، وحبلت منه.
جاء في سفر صموئيل الثاني [11 : 2ـ 6 ]: “وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدّاً.. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: أَلَيْسَتْ هَذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: إِنِّي حُبْلَى.
-وقالوا أنه أردف ذلك بتدبير مؤامرة لزوج هذه المرأة وقتله وضم هذه المرأة لنسائه وأنجب منها سليمان -عليه السلام- من سفاح -قطع الله لسانهم-. [سفر صموئيل : 11 : 14 ـ 19].
ـ يرقص “بكل قوته” أمام الرب ويتكشّف فتحتقره امرأته. [صموئيل الثاني : 6 : 14 ـ 21].
ـ يحضن فتاة عذراء غريبة عنه لتدفئه. [الملوك الأول 1 : 1 ـ 5].
ـ ابنه أمنون يزني ببنته ثامار -ابن داود وبنت داود- ولا يقيم عليه الحد. صموئيل الثاني [13 : 21وما بعدها].
ـ يقتل 200 فلسطيني ويقطع غلفهم -حشفة الذكر- مهراً لميكال بنت شاول. صموئيل الأول [18 : 25ـ 29].
ـ قالوا عنه ينشر شعوباً كاملة أطفالاً ونساءاً ورجالاً. سفر أخبار الأيام الأول [20 : 3ـ 5]
:سليمان بن داود عليه السلام
قالوا عنه: تزوج من نساء أجنبيات مخالفاً الشريعة، وأملن قلبه حتى كفر بالله وعبد الأصنام وأقام لها معبداً. الملوك الأول [11: 1ـ 12].
أشعياء (شعيب) عليه السلام:
قالوا عنه: مشي عرياناً وحافياً ثلاث سنوات!!! سفر أشعيا [20 : 2ـ 5].
وعندهم من الأنبياء من مات منتحراً، ومن اتخذ امرأة زنا بأمر (الرب) وقتل الأطفال وشق بطون الحوامل، ومن تعصب مع الرب وتطاول عليه. ونبي يكذب، ونبي يذهب لعرَّافة كي تحضِّر له روح نبي آخر، ونبي يتسبب في قتل صاحبه. ونبي أحمق يمنعه من الحماقة “حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقاً بِصَوْتِ إِنْسَانٍ”.
وكله كلام (مقدس)!!
وبعد، هكذا يتكلم النصارى ومعهم اليهود على أنبياء الله، وليس معصوماً عندهم سوى الأحبار والرهبان.
أنبياء الله كذبة وزناة وأولاد حرام، وقليلوا الأدب مع ربهم، والأحبار و الرهبان معصومون من الخطأ!
تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
وختاماً أخاطبكم بما خاطب به رب العزّة جلّ جلاله يقول الله تعالى:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} [المائدة:77]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ} [المائدة:15]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة:19]
الحمد لله على نعمة الإسلام، وكفى بها نعمة..
——————————————————————————–
الهوامش:
1) الكتاب المقدس عبارة عن قسمين: العهد القديم، والعهد الجديد. العهد القديم يتكون من عدة أجزاء: الأسفار الخمسة المنسوبة لموسى عليه السلام، وهي ما يقال لها عند المسلمين التوراة مجازاً. والأسفار التاريخية منسوبة لعدد من الأنبياء الذين عاصروا هذه المرحلة. وأسفار الشعر والحكمة، والأسفار النبوية، وأسفار الأبوكريفا -وهي محل خلاف عندهم-. ويطلق النصارى -لا اليهود- على هذا الأجزاء الأربعة اسم العهد القديم، وتسمى أيضاً الكتب والناموس، ويطلق اسم التوراة على الأجزاء الثلاثة الأخيرة تجوزاً.
والعهد الجديد هو مجموعة الأناجيل الأربعة والرسائل الملحقة بها، وينسب إلى ثمانية من المحررين ينتمون إلى الجيل الأول والثاني من النصرانية، وهم متى ومرقس ولوقا ويوحنا أصحاب الأناجيل، ثم بولس صاحب الأربع عشرة رسالة، ثم بطرس ويعقوب ويهوذا، تلاميذ المسيح الذين تنسب إليهم القليل من الرسائل.
وهؤلاء الكتبة الثمانية بعضهم تتلمذ على يد السيد المسيح (متى – يوحنا – بطرس – يعقوب – يهوذا)، بعضهم تنصر بعد المسيح ولم يلقه (بولس ومرقس تلميذ بطرس)، وبعضهم تنصر على يد من لم يلق المسيح (لوقا تلميذ بولس). راجع إن شئت -هل العهد الجديد كلمة الله؟! وهل العهد القديم كلمة الله؟! للشيخ الدكتور منقذ محمود السقار.
يوسف عبد العظيم الكومي