الإسلام في أوزباكستان
جمهوريه أوزباكستان أرض حبيسة، ولها شاطئ على بحرأورال(بحر مغلق)بطول 420كم ، وهي تقع في منتصف قارة أسيا، ويحدها من الشمال والغرب كازاخستان، ومن الجنوب أفغانستان وتركمانستان، ومن الشرق قرغيزستان وطاجيكستان، وتبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 447400كم، عاصمتها(طشقند)وهي من أكثر دول وسط آسيا كثافة في عدد السكان.
حاول الروس تغيير معالم أوزباكستان ومحو الطابع الإسلامي فيها، لا سيما في مدنها ذات المجد الإسلامي التليد، كمدينة بخارى التي فتحها قتيبة بن مسلم الباهلي 90ه ، ولمدينة بخارى مكانة رفيعة في قلوب المسلمين، كما ازدهر الإسلامفي حكم السامانيين في منطقة بخارى وما وراء النهر- ماما وراء النهر هي المنطقة الواسعة
المحصورة ما بين نهري سيحون وجيحون وما حولهما- وأنجبت بخارى علماء كثر أمثال الإمام البخاري وغيره، وقد ظلت مساجدها ومدارسها مركزا إسلاميا لمئات المسلمين لا يقل عن مكانة بغداد والقاهرة بحيث زخرت بخارى بمئة وسبعة وتسعين مسجدا ومئة وسبع وستين مدرسة لم يبق منهم إلاجامع واحد ومدرسة واحدة. ومدينة سمرقند منارة من منارات الإسلام، التي فتحها قتيبة بن مسلم93ه بعد، وهي مدينة زاخرة بالعلم والمعرفة، وتضم مركزا للبحث العلمي، ومعاهد علمية، وكان بها أكبر سوق للعبيد، بنى فيها قتيبة بن مسلم أول مسجد للصلاة وسمي(مسجد الجمعة)94ه ثم واصل مسيرته حتى وصل (كاشغر) وقارب حدود الصين،
وأقام بها كما أمر أن يسلم له ما في المعابد البوذية من أصنام، ويوجد في سمرقند قبر الصحابي(قثم بن عباس)ابن عم رسول الله(صلى الله عليه وسلم)،ويعد مزارا مقدسا للمسلمين،ومدينة سمرقند التي ضرب فيها الخليفة عمربن عبد العزيز مثلا للعدل ونشر الأمان والاستقرارفيها،حيث وغد عليه قوم منهم يشكون إليه أن القائد قتيبة دخل مدينتهم وأسكنها المسلمين بالقوة، فكتب إليه ينصب لهم قاضيا فإذا قضى بإخراج المسلمين تركوها فما كان من أهل سمرقند ،إلا أن رفضوا خروج المسلمين وقررو التعايش معهم لما وجدوه من روح الإسلام السمحة التي شجعت عددا كبيرامنهم علي دخول الإسلام.ومدن أخرى ك: (طشقند، وخوارزم،وخوقند) مدن حافلة بالأمجاد الإسلامية، ولكن المسلمين جاهدوا في هذه المدن الإسلامية بالرغم من محاولة نقل الروس العاصمة من سمرقند إلى طشقند بهدف تغيير الطابع الإسلامي فيها،والتي نزح فيها أكثر من مليون روسي واستوطنوها.
ومدينة خوارزم اشتهر فيها الخوارزمي واضع علم الجبر، ومدينة ترمذ المشهورة بمدارسها ومعاهدها اشتهر فيها الإمام الترمذي من علماء الحديث صاحب كتاب الجامع الصحيح المشهور(بسنن الترمذي) ومدينة(نسف) ولها شهرة واسعة في علم التفسير على يد علمين هما:(أبو إسحاق النسفي)(وأبو البركات النسفي) ومدينة(صاغنيان) والتي فتحها قتيبة بن مسلم الباهلي في خلافة أمير المؤمنين عمربن الخطاب من أشهر علمائها أبو الفضائل الصاغاني.
وصل الإسلام إلى أوزباكستان بعد أن فتح المسلمون خراسان حيث تولى قتيبة بن مسلم الباهلي(88ه-706م) أمر خراسان عندما عبر نهر جيحون، واستطاع أن يرفع راية الإسلام حتى دانت له بلاد أوزباكستان(94ه-712م) ونجح في تثبيت دعائم الإسلام فيها ويتخذ مفتي أوزباكستان طشقند مقرا له ويقوم بالإشراف على مجلة المسلمون،وهي مجلة دورية إسلامية هناك،كما بأوزباكستان مدرستان فقط يسمح فيهما بتدريس المواد الشرعية،وهما مدرسة أمير عرب في بخارى، ومدرسة الإمام البخاريفي طشقند كما يوجد مئة مسجد مفتوحا للعبادة،ويكثر فيها الإدارات الإسلامية الروحية والطرق الصوفية.