حقيقة الإسلام

الإسلام وحفظ الحرية

حرية الارادة من اهم مكونات الإنسانية
فكل الموجودات الكونية خلقت مسيرة ليس لها إرادة إلا الانسان فقد خلق بإرادة حرة يختار بها مصيره وهو معنى قوله تعالى ” ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) الأحزاب : ۷۲, هذه الامانة التى حملها الانسان إنما حملها بناء على ارادته الحرة فهي عنصر أساسى من إنسانيته وحينما تنتهك حرية الانسان بأن تلغى بأى وجه من الوجوه فان ذلك يعتبر انتقاصا لانسانيته وإهدارا لقدرته على أداء رسالته التى من أجلها خلق فى الارض.
الحرية هى من أعظم أسباب القوة للنفس الإنسانية ومن أعظم أسباب ضعف النفس الاستبداد عليها ومعنى الحرية أن يكون الإنسان متصرفا فى نفسه بمحض اختياره فيما يتعلق بأفعاله وأقواله وأفكاره.
والاستبداد يعنى تدخل عوامل خارجية تقيد إرادة الانسان فى الفكر والقول والعمل
وفى سبيل حفظ حرية الانسان جاء الاسلام باحكام كثيرة وقد بلغت من الكثرة هذه الأحكام بحيث أصبحت مبداً من مبادئ الاسلام ففى احكام الرق والذى كان سائدا عند ظهور الاسلام نجد أحكاما تنتهى فى جملتها الى التضييق فى أسباب الرق ومداخله والتوسع فى أسباب الخروج منه، والمقصد من هذه الأحكام هو الوصول إلى وضع يتنهى فيه استعباد الإنسان للإنسان.
ومن هذه الاحكام أيضا الحكم بحرية المعتقد كما فى قوله تعالى ” لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ” البقرة 256 ,
وحرية التفكير وحرية التعبير كما فى قوله تعالى ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾. سورة آل عمران: 104,
وحرية العمل والتنقل وما إلى ذلك .
وقد استكملت الشريعة الاسلامية هذه الاحكام بأحكام أخرى تقيد الاعتداء على الحرية وتضع العقوبات على ذلك الاعتداء كما فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” دَخَلت امْرَأةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ ربطتها، فلم تُطْعِمها، ولم تَدَعْها تأْكُل مِن خَشاشِ الأرض ” أخرجه البخاري ومسلم , وكذلك جاءت بتحريم الاعتداء على الحريات الشخصية كانتهاك حرمة البيوت ودخولها بدون إذن أصحابها .
وحينما يكون تقييد الحربة عقوبة ” عقوبة الحبس ” فقد نظمتها الشريعة باحكام منضبطة حتى لا تستغل استغلالا سيئا فلم تتركها للافراد ولكن عهدت بها إلى المجتمع ممثلاً فى الدولة فاذا ما قام الفرد بتنفيذها اعتبر ذلك ظلما واستحق العقاب عليه كما فعل عمر بن الخطاب مع ابن عمرو بن العاص، وفى هذا المقام قال عمر بن الخطاب لابن عمرو :” متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا” فهذا التعنيف سببه اعتداءه على حرية الآخر .
وهذه الحكام تثبت على وجه القطع أن حفظ الحريات مقصد أساسى من مقاصد الشريعة الاسلامية لأن الانسان إذا لم تحقظ حريته فإنه يفقد أهم مكون من مكونات إنسانيتة التى ميزه الله بها عن سائر المخلوقات. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى