الإلحاد وحقيقته

الفلسفة المادية الديالكتيكية

 

قامت الفلسفة المادية الديالكتيكية * الحديثة على أساس أنه لا يوجد خالق وأن الكون أزلي وهذا ما أسمته بإسم ( الكون اللانهائي الساكن ) وقامت على أساس هذه الفلسفة جميع الأبحاث الإلحادية التي عرفتها الأرض … وفرضت هذه الفلسفات نفسها على البشرية باسم العلم وهي تعادي العلم ولا تعرف للعقل طريقا .. ولكن هذه الفلسفات كانت مُقنعة إلى حد ما في الأوساط العلمية البدائية للقرن الماضي حيث الخلية تبدو تحت ميكروسكوب دارون كلطخة من البروتوبلازم .. والأجرام تبدو أمام تلسكوب فلو كحبات الرمل المتناثر ولم تمض إلا عقود قليلة إلا وتسقط النظرية الداروينية من اعلى السُلم وتتدحرج على سُلم العلم ويُسمع لدحرجتها صوت هائل وتُمسخ النظرية باسم نظرية جديدة تُسمى الداروينية الحديثة واتفقت هاتان النظريتان في الإسم واختلفتا بعد ذلك في كل شيء وهذه الأخيرة أيضا تُمسخ ولا يبقى منها إلا 40 بالمائة تتضاءل هذه النسبة كل عام عن العام السابق أما باقي النظرية وسابقتها فتدخلان مزبلة التاريخ بلا عودة … وكما دخلت الداروينية مزبلة التاريخ وثبُت بما لا يدع مجالا للشك مسألة الخلق المفاجيء أيضا ثبُت بما لا يدع مجالا للشك سقوط نظرية الكون اللانهائي الساكن وأن الكون له بداية لا مُحالة فيما أسموه بنظرية الإنفجار العظيم ..!!

*ديالكتيكية : ديالكتيك من Dialigo الاغريقية تعني المجادلة أو المناقشة


أكبر بحث فلكي في تاريخ البشرية !!
في عام 1929 اكتشف هابـل الطيف الأحمر للأجرام وكان هذا الطيف مُقدمة لأكبر وأعظم بحث فلكي في تاريخ البشرية …. ومعلوم أن الطيف ينزاح نحو اللون الأحمر إذا كان الجُرم يبتعد عن المُشاهد وإلى البنفسجي إذا كان الجُرم يقترب من المُشاهد … وقبل هذا الكشف بسنوات قليلة أثبت أينشتاين بالفيزياء المُجردة أن الكون غير ثابت إطلاقا بل له نقطة بداية وأن الكون يتمدد باستمرار إلا أنه أخفى أبحاثه تلك لأنها كانت تُناقض وقتها نظرية الكون الساكن … وندم بعدها ندما شديدا على إخفاء هذه الأبحاث !!!!
وبدات أبحاث فكية ضخمة تجري في هذا المضمار …. لتُختم هذه الأبحاث بأكبر كشف فلكي في تاريخ البشرية كله … لقد اكتشفوا ان الكون له بداية !!!! وأن هذه البداية كانت نُقطة تقترب من الصفر حجما ولا نهائية كُتلةً …. وقد حدث انفجار عظيم لهذه النُقطة أعقبه هذا الكون الهائل والمتمدد باستمرار .. إنها نظرية الإنفجار العظيم BIG BANG THEORY


سرعان ما اكتسبت نظرية الانفجار الكبير قبولاً واسعاً في الأوساط العلمية بسبب الدليل الواضح القاطع لها، ومع ذلك فإن الفلكيين الذين فضلوا المادية صاروا يحملون على الانفجار الكبير ويناضلون ضدها ليدعموا العقيدة الأساسية لمذاهبهم الإلحادية … لكن هذا لم يستمر طويلا فالأدلة تكاثرت عليهم والأمر صار محسوما ….. وقد أعقب اكتشاف هذه النظرية سقوط هائل ومُدوي لنظرية الكون الساكن اللانهائي … لقد دخلت نظرية الكون الساكن اللانهائي مزبلة التاريخ للأبد …
وما أن أتى عام 1989 إلا وقد أطلقت ناسا قمرا صناعيا ( كوبـا ) للكشف عن الإشعاع الكوني المُتخلف عن الإنفجار الكبير وتجميع معلومات بشأن هذا الإشعاع واستطاع القمر في 8 دقائق فقط استطاع أن يُعطي صورة كاملة للإشعاع ويقوم برصده وبعدها صارت نظرية BIG BANG حقيقة علمية لا تقبل الجدال


يقول DENNIS SCAIMA :- (( لم أُدافع عن نظرية الكون المُستقر لكونها صحيحة بل لرغبتي في كونها صحيحة ولكن بعد أن تراكمت الأدلة فقد تبين لنا أن اللعبة قد انتهت .. وانه يجب ترك نظرية الكون المستقر جانبا ))
ويقول زميله GEORGE ABEL :- (( لم يعد أمامنا مناص من القبول بنظرية الإنفجار الكبير ))

ويقول الملحد الشهير ANTHONY FLEW يقول :-(( يقولون أن الإعتراف يفيد الإنسان من الناحية النفسية وأنا سأُدلي باعترافي .. إن نموذج الإنفجار الكبير شيء محرج جدا بالنسبة للملحدين .. ذلك لأن العلم أثبت فكرة دافعت عنها الكتب الدينية ))

نظرية الإنفجـار العظيم وتحول جحافل الملاحدة إلى لادينيين ….. ولكن !!
ما أن ظهرت نظرية الإنفجار العظيم إلا وقد وقع الملاحدة في حرج بالغ ولم يكن أمامهم مفر من الإذعـان لإثبات وجود القوة العاقلة الخالقة للكون…… إن هؤلاء الملاحدة كانوا يُقررون سلفا أن العدم لا يصنع شيئا … وعلى هذا جُبلت الفطرة الإنسانية ‍‍‍…
لكن الحرج الأكبر كما ذكرنا سلفا من كلام ANTHONY FLEW حين قال:-(( يقولون أن الإعتراف يفيد الإنسان من الناحية النفسية وأنا سأُدلي باعترافي .. إن نموذج الإنفجار الكبير شيء محرج جدا بالنسبة للملحدين .. ذلك لأن العلم أثبت فكرة دافعت عنها الكتب الدينية ))

إن هؤلاء أحسوا بأن الحُجة قد قامت عليهم وما عليهم إلا التسليم والإذعان أو الجحود والمكابرة ….
يقول PAUL DAVIES يقول :- (( إنه من الصعب جدا إنكـار أن قوة عاقلة ومدركة قامت بإنشاء بنية هذا الكون المستندة إلى حسابات حساسة جدا ))
ويقول أيضا (( لقد دلت الحسابات أن سرعة توسع الكون تسير في مجال حرج للغاية فلو توسع الكون بشكل أبطأ بقليل من السرعة الحالية لتناثرت مادة الكون ولتشتت الكون ولو كانت سرعة الإنفجار تختلف عن السرعة الحالية بمقدار جزء من مليار في مليار جزء لكان هذا كافيـا للإخلال بالتوازن الضروري لذا فالإنفجار الكبير ليس انفجارا اعتياديـا بل عملية دقيقة جدا من جميع الأوجه وعملية منظمة للغاية ))
ويقول الفيزيائي الشهير ستيفن هاوكنج STEPHEN HAWKING في كتابه موجز تاريخ الزمن صفحة 121 يقول :- (( إن سرعة توسع الكون سرعة حرجة جدا إلى درجة أنها لو كانت في الثانية الأولى من الإنفجار أقل من جزء من مليون في مليـار جزء لانهار الكون حول نفسه قبل ان يصل إلى وضعه الحالي )).

اللغز الكبير وراء الإنفجـار الكبير
من المعلوم لدى الجميع أن الإنفجار لا يُخلف وراءه إلا نظاما عشوائيا فوضويا وهذا عين ما قاله FRED HOYLE فإن الإنفجـار يُشتت ويبعثر بلا نظـام ولا دقة ولكن هذا الإنفجـار يُنسق الكواكب وتجمعات الأجرام في نظام بديع عجيب ….. إن هُناك إنفجار حاصل …. لكن لا يسعنا ان نُسميه إنفجارا …. إنه لابد من تسمية أرقى وأكثر مدلولا من تلك التسمية
وإنني أقولها وبصدق إنه لو هُيأ لعالم فلكي مسلم ان يكتب كتابا في الإنفجـار الكبير ويُسمي هذا الكتاب بنفس التسمية القرآنية { كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا } (30) سورة الأنبياء ….. ويقوم بتسمية الكتاب بإسم الإنفتاق العظيم أنا أثق بأن هذا الإسم بحد ذاته يستحق جائزة نوبل ‍‍‍‍….فالإنفتاق هو انفجار منسق منظم …..

لقد قالها القرآن الكريم منذ ألف وأربعمائة سنة قالها وبمنتهى الدقة والبلاغة العجيبة قال تعالى {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (30) سورة الأنبياء …….. أفلا تؤمنون ؟؟؟؟؟‍‍‍‍

للمزيد :- أفلام هارون يحيى العلمية الوثائقية المتخصصة في نقد الإلحـاد
http://sa.harunyahya.tv/all_works.php?l=17

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى