حقيقة الإسلام

تكريم الإسلام للمرأة

لا أزعم أني سآتي على كل جوانب تكريم الإسلام للمرأة ولكن حسبي من القلادة ما أحاط بالعنق ؛ ولكي تتضح الصورة وتظهر المعالم وتتبين الحقائق فدونك المرأة بين جاهليتين .

أما الجاهلية الأولى :

والتي كانت قبل الإسلام ، فلقد كانت المرأة في تلك العصور المظلمة لا تعدّ إلاّ من سقط المتاع ، لا وزن لها ولا اعتبار مغلوبة على أمرها … ذليلة العنق كليلة الظفر ..

فهاهي عند الإغريق :
رجس من عمل الشيطان سلعة تباع وتشترى في الأسواق يقول سقراطهم الفيلسوف: إن وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة والانهيار في العالم ، إنها تشبه الشجرة المسمومة حيث يكون ظاهرها جميلاً ولكن إذا أكلت منها العصافير ماتت حالاً .


أما عند اليونان :
فلقد حدّث التاريخ عن فشوّ الفواحش والفجور فيهم عد من الحرية أن تكون المرأة عاهراً وقد ألبسوا الفاحشة ألوان القداسة بإدخالها معابدهم حيث أتُخذ البغاء عبادة يتقرب بها لآلهتهم .
أما هي عند الرومان :
فتحت شعار ليس للمرأة روح كانوا والعياذ بالله بعذبونها بسكب الزيت الحار على بدنها وربطها في الأعمدة بل كانوا يربطون البريئات بذيول الخيل ويسرعون بها إلى أقصى حدّ حتى تموت .
أما المرأة عند الصينيين القدماء :
فهي كالمياه المؤلمة التي تغسل السعادة والمال ، وللصيني الحق في بيع زوجته كجارية وله كذلك أن يدفنها حيّة أما إذا مات عنها زوجها فيرثها أهل الزوج ولا حق لها في الميراث .
أما في قانون حامورابي :فكانت تحسب في عداد الماشية المملوكة ومن قتل بنتاً لرجل كان عليه أن يسلّم ابنته لوالد المقتولة فإما أن يمتلكها وإما أن يقتلها .


أما هي عند الهندوس :
فليس الصبر المقدّر والريح والموت والجحيم والسم والأفاعي والنار بأسوأ من المرأة بل وليس لها الحق في الحياة بعد وفاة زوجها فهي تحرق معه على موقد واحد حتى الموت أو يلقيان في بئر عميقة ويعد زوجها بالنسبة لها ممثلاً للآلهة في الأرض وكانت تقدم قرباناً للآلهة لترضى .. إلخ .
أما في عالم الفرس :
فقد أباح نظامهم زواج الأمهات والأخوات والعمات وكانت المرأة تنفى فترة الحيض والطمث إلى مكان بعيد خارج المدينة ، ولا يجوز لأحد مخالطتها إلاّ الخدم يحضرون لها الطعام ولزوجها الحق في الحكم عليها بالموت أو الإنعام عليها بالحياة .


وكان هذا هو شأنها كذلك عند اليهود :
فهم يعتبرونها لعنة لأنها أغوت آدم عليه الصلاة والسلام ولها خيمة تُنصب لتسكنها حال حيضها ولا تُجالس ولا تؤاكل ولا تمس وعاءً حتى لا تنجس , ويضعوا لها الخبز والماء لتأكل حتى تطهر .
أما عند الأمم النصرنية :
فلقد هال رجال الكنيسة ما آل إليه المجتمع الروماني , من انتشار الفواحش والمنكرات فاعتبروا المرأة المسؤولة عن ذلك فقرر رجال الكنيسة أن الزواج دنس وأن العزب أكرم عند الله من المتزوج!!
حتى قال قديسهم ترتوليان : إنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان وناقضة لنواميس الله مشوهة للرجل .
أما القديس سوستام فيقول : إنها شر لا بد منه , وآفة مرغوب فيها وخطر على البيت والأسرة , ومحبوبة فتاكة , ومصيبة مطلية مموهة.

ولمنافاة هذه التعاليم للفطرة البشرية التي من أصولها اقتران الرجل بالمرأة حلالاً فشت وعمت جرائم القسس والباباوات الذين أوغلوا في اغتصاب النساء وفعل اللواط وكم نشرت الصحف من ماتوا في أحضان المومسات بل وتم تجويز عقد الرجل على الرجل والمرأة على المرأة داخل مجيط الكنائس .. {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً}.

أما شأن المرأة في جاهلية العرب :
قبل البعثة المحمدية على صاحبها أزكى صلاة وتسليم فكافيك في تصويره مقولة عمر رضي الله عنه حين قال : والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمراً حتى أنزل الله فيهن ما ما أنزل وقسم لهن ما قسم .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان الرجل إذا مات أبوه أو حموه فهو أحق بامرأته إن شاء أمسكها أو يحبسها حتى تفتدي بصداقها أو تموت فيذهب بمالها . أ.ه ..

ولا يحق لها أن ترث ، وكانت تمسك ضرراً للاعتداء ، وتلاقي من بعلها نشوزاً و إعراضاً وتترك أحياناً كالمعلقة ، وكان أحدهم إذا أراد نجابة الولد حمل امرأته بعد طهرها إلى الرجل النجيب كالشاعر والفارس يتركها عنده فتستبضع منه حتى يستبين حملها منه ثم يعود بها إلى بيته ,
وكان من احتقار العرب لها وجود أنواع من الزواج الفاسد كما ورد في حديث عائشة رضي الله عنها , ومما كان شائعاً عندهم النكاح البدل والمتعة ، والمراد بالبدل أن يتنازل كل من الرجلين للآخر عن زوجته .
وأما حدادها على زوجها بعد وفاته فسنة كاملة !!
إذ تلبس شر ثيابها وتسكن في بيت مهجور مظلم بعيداً عن الناس يُسمى الحفش مع تركها للطهارة فلا تقلم أظفاراً ولا تمس ماء ولا تزيل شعراً ، وتنعزل عن الناس فإذا ما انتهى العام خرجت وهي في اقبح صورة ومظهر وأنتن رائحة ثم يؤتى لها بداية لتفتض بها أي تدلك جسدها فقلما تعيش الدابة بعد ذلك ثم ترمي ببعرة تعظيماً لحق الزوج .

وكانت توأد وهي حية !!
سواءً عند ولادتها أو بعد بلوغها ،وكانت مضر وخزاعة يدفنونهن أحياء وأشدهم في ذلك تميم وكان بعضهم يفرقها وبعضهم يذبحها .

وكان بعضهم والعياذ بالله من إذا قرب نفاس زوجته حفر حفرة لتمخض على شفا بئر فإذا ولدت بنتاً رمت بها وإن ولدت ابناً حبسته {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}.

ولذا قال شاعرهم :

لكل أبي بنت يراعي شؤنهـا        ثلاثة أصهار إذا حمد الصهر
فبعل يراعيها وخـدر يكنهـا        وقبر يواريها وخيرهم القبر .
وجاءت الحضارة الغربية..
لتعلن حقوق المرأة المزعومة ، وحريتها المكذوبة ؛ فاستُغلت المرأة في صور ومظاهر هي أشبه ما تكون بجاهليات الأمم الغابرة ،ولغة الأرقام تحكي واقع المرأة المرير ، واعترافات القوم تنبيك عن النار التي اكتوت بها المرأة في أتون حضارة البغي والظلم .

هل تصدق أسرة جديدة تتكون من امرأتين ؟!
وبنوك جديدة لماء الرجال ليحقن بها الشاذات من النساء ؟!
وأرحام تؤجر مقابل مبلغ من المال ؟!
.. وهناك حملات إعلامية تطالب بشرعية الاغتصاب !!

أما ضرب الأزواج لنسائهم فقد بلغت نسبته 83% دخلن على إثر ذلك للمستشفيات طلباً للعلاج وهناك مائة ألف ألمانية يُضربن من قبل الأزواج سنوياً وفي فرنسا مليوني امرأة تتعرض للضرب .

لقد أصبحت المرأة سلعة يُتأجر بصورها في الإعلانات والدعايات والأفلام والمسلسلات وكثر في مجتمعات الغرب اللقطاء وأبناء السفاح وأصبح أربعين في المائة يفقدن بكارتهن دون سن العشرين و سبعين في المائة يعاشرن رجالاً معاشرة الأزواج وفشا فيهم الإيدز والزهري والسيلان والأمراض التي لم تكن في أسلافهم ..وكثرت حالات الإنتحار بينهن .

وبعد هذه التطوافة حول وضع المرأة المشين ،وقدرها المبتذل ومكانتها المهانة في أوضاع جاهليات قبل الإسلام اندثرت ،وفي أحوال ونظم حضارة غربية أصبحت بالية …

آن الأوان الحديث عن تكريم المرأة في الإسلام :

فلقد أسفر لها في دوحته نور ولاح ضياء, ونعمت في بحبوحته بحقوق كانت مهدورة وبمكارم كانت مهملة ذلك ما أجمله الله وضم أطرافه وجمع حواشيه في قوله الكريم : {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } .
درجة الرعاية والحياطة لا يتجاوزها إلى قهر النفس وجحود الحق .

فمن أين أبدأ وأين المنتهى ؟
ولكن دونك قطوف يسيرة من ذلك الإعزاز والتكريم !!
ما هو إلا غيض من فيض وقطرة من بحر :

المساواة :

إنها كلمة وضعت من قبل أعداء الدين والمرأة في غير موضعها ،واتخذت شعاراً لتمرير أهدافهم وتحقيق مآربهم , كلمة حق أُريد بها باطل ,
ولكن المقصود بها هنا المساواة بينها وبين الرجل في أصل الإنسانية . {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }. {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً }

المساواة في أغلب التكاليف الشرعية .

في قضايا الإيمان والشريعة ،والفروض والواجبات , قال تعالى : {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}.

والمساواة في الأجر على الأعمال الصالحة .

{ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ، وقال سبحانه: { وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}.
وقال صلى الله عليه وسلم مبيناً عظم أجر المؤمنة إن هي قامت بحق زوجها
:” إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحصنت فرجها ، وأطاعت بعلها ؛ دخلت من أي أبواب الجنة شاءت” . قال الألباني حسن لغيره.

إن أبواب وسبل دخول المرأة المؤمن الجنة لهي أيسر وأقرب بكثير من الرجل ،
وكذلك المساواة في إقامة الحدود عليها كما على الرجل حال السرقة والزنى والقذف وشرب الخمر ونحو ذلك قال عليه الصلاة والسلام: ” وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ” .

المساواة في الموالاة والتناصر ..

قال سبحانه وتعالى { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} . {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة}.


ومن مظاهر رحمة الإسلام للمرأة:

1 – عتق الجارية منهن إذا هي لطمت كما في حديث معاوية بن الحكم السلمي لما كانت له جارية ترعى غنماً له فأكل الذئب منها واحدة فأسف – أي غضب – فلطمها فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فدعاها فسألها:” أين الله ؟” قالت في السماء .قال :”من أنا ؟” قالت :أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :”أعتقها فإنها مؤمنة” .صححه الألباني.

ومن مظاهر الرحمة تحريم قتلهن في الحروب كما الأطفال والشيوخ إلا أن يثبت قتلها ..

ومن الرحمة مؤاكلتها ومعاشرتها حال حيضها ونفاسها ،لا كما عليه الشأن عند أقوام في الجاهلية وعند اليهود وغيرهم .
قالت عائشة رضي الله عنها : كنت أشرب من الإناء وأنا حائض ،ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيًّ !! .
وكان يتكئ في حجرها وهي حائض رضي الله عنها ويقرأ القرآن .

ومن مظاهر الرحمة:

الحقوق التي منحها إياها ..من قبل والديها حال صغرها ، و قبل زواجها .. فهي في كنف أبيها فإن لم يكن فعم أو خال أو جد وهكذا.

وأيضا مظاهر رحمتها :

حقوقها عند زوجها ، فلقد قال صلى الله عليه وسلم في أحاديث منها :
قوله صلى الله عليه وسلم:” استوصوا بالنساء خيراً ” رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم:” اللهم إني أُحرج حق الضعيفين : اليتيم ،والمرأة ” رواه ابن ماجة وحسنه الألباني .
وقال صلى الله عليه وسلم عنا سئل عن حق المرأة على الزوج ؟ قال : “أن يطعمها إذا طعم ،ويكسوها إذا اكتسى ،ولا يضرب الوجه ،ولا يقبح ولا يهجر إلا في البيت “.رواه ابن ماجة وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم:” خياركم خياركم لنسائهم ” رواه ابن ماجة وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم :” لقد طاف بآل محمد نساء كثير كلهن تشكو زوجها من الضرب !!وأيم الله لا تجدون أولئك خياركم ” صحيح الجامع.
وقال صلى الله عليه وسلم:” من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل “.رواه أبو داود وصححه الألباني .

أما حقوقها المالية :

فلها حق التصرف في مالها ؛فهي مثل الرجل في الأهلية في التملك والتصرف ، ولها مباشرة عقود البيع والشراء والرهن والإجازة والوقف …الخ
وكذلك لها الحق في الميراث بما قسم الله. { لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ } ..وقال تعالى :{ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ }.

ذلك لأن الرجل مطلوب منه النفقة وتحمل الأعباء والقيام بالتكاليف وهذا سر قوامته .

ولها حق في نصف مهرها إذا طلقت بعد العقد وقبل الدخول ، ولها حق المهر كاملاً حال الزواج . {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً}.

أما حقها في الجهاد والهجرة والإجارة ..

فلقد هاجر الصحابيات كما هاجر الصحابة رضي الله عنهم جميعاً . { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا }.

أما الجهاد :
فلهن صور يعز على كثير من الرجال الإتيان ببعضها فها هي أم عطية الأنصارية رضي الله عنها غزت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات تخلفهم في رحالهم وتصنع طعامهم وتداوي جرحاهم .

وكذا أم سليم بنت ملحان كانت حاملاً يوم حنين ومعها خنجر بيدها فيقول لها النبي صلى الله عليه وسلم :”أم سليم ؟ “وتجيب : بنعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله اقتل الذين ينهزمون عنك !! فإنهم لذلك أهل .
ويسألها زوجها أبو طلحة عن الخنجر الذي معها فتقول : اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه .

وقل مثل ذلك في حق صفية بنت عبد المطلب يوم الأحزاب وأم عمارة وكعيبة الأسلمية وخولة بنت الأزور !!

ولقد أجارت نسوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقبل إجارتها وأمانها .

ومن تكريم الإسلام للمرأة :

أن أنزل سورة في القرآن باسمها ، وجعل الجنة تحت قدميها إن كانت أماً وأوصى بها إحساناً ثلاثاً والأب مرة واحدة ، وبين أن موتها في نفاسها شهادة ولها الحق في طرح الرأي والمشورة ، فقد استشار الحبيب صلى الله عليه وسلم خديجة فأشارت عليه : والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.

وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمشورة أم سلمة في صلح الحديبية فكان رأيها البركة والنور .

ولها الحق في اختيار شريك حياتها دون إكراه .

ولقد أوجد الإسلام تدابير شرعية لصيانتها فمن ذلك :
1- قرارها في بيتها هو الأصل.
2- لها أن تخرج للصلاة بالشروط المعتبرة.
3- الحجاب الشرعي .
4- تحريم سفرها بلا محرم.
5- حرمة اختلاطها بالرجال.
6- لا تنكح إلا بولي .
7- منعها من الخضوع بالقول والتبرج .
8- منعها من زيارة القبور .
9- سقوط الجمعة والجماعة عنها .
10- تحريم مصافحتها من غير المحارم .

وغير ذلك مما هو حفظ وصون لعفتها وطهرها وكرامتها .

والأم كما قيل مدرسة إذا أعددتها… أعددت شعباً طيب الأعراق .

فلا تكاد تقف على عظيم وذي شأن إلا وغالباً ما تجد وراءه امرأة :
فالزبير ابن العوام قامت به أمه صفية بنت عبد المطلب ،
وعلي بن أبي طالب تنقل بين صدرين من أملا صدور العالمين فكان يغدو على أمه فاطمة بنت أسد ومراحه على خديجة بنت خويلد ،
ومعاوية رضي الله عنه تخرج من مدرسة أمه هند بنت عتبة قيل لها ومعاوية وليد :إن عاش معاوية ساد قومه .فقالت :ثكلته إن لم يسد قومه .
ومن وراء سفيان الثوري الذي قالت له أمه :يا بني اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي !!
وكذا أبو عمرو الأوزعي وربيعة الرأي ..

هذا قدر ومكان ومنزلة المرأة في ديننا وشرع خالقها ، فأي ظلم إذن وقع عليها ليرفعه دعاة التحرير ؟!

وأي حقوق سُلبت منها ليردها علمانيو التنوير .

ألقى أحدهم مرة محاضرة في أحد دول الغرب عن الإسلام وتكريم المرأة في رحابه ، فلما انتهى قامت امرأة من الحضور وقالت : إن كان شأن المرأة عندكم هكذا فخذني معك ستة أشهر لأنعم بهذه الحقوق ، ثم اقتلني بعد ذلك !!

إضاءة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من عال ابنتين ، أو ثلاث بنات ، أو أختين ،أو ثلاث أخوات ، حتى يمتن ” و في رواية : ” يبن ” ، وفي أخرى : ” يبلغن ” أو يموت عنهن ، كنت أناو هو كهاتين ” وأشار بإصبعيه السبابة و الوسطى.قال الألباني : صحيح على شرط الشيخين.

الكاتب الشيخ : عبدالله الغامدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى