قناة المجد للقرآن كانت سببا في إسلام نادين
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن يسامحني كل إخواني على ما سأقوله عما كنت قبل إسلامي، فأنا كنت فتاه مسيحية متطرفة جدا، كنت اكره كل ما هو مسلم يمشي على الأرض، حتى النقوش الإسلامية كنت اكرهها، كنت اخبر صديقاتي من المسيحيين (يهدهم الله كما هداني) أني لو أتمنى لو كانت معي شعلة من النار فأمر على كل بيوت المسلمين لأحرقها بيتا، بيتا، كنت أنا وأهلي وهم أسرة متزمتة دينيا مثلي تماما، فأبي الطبيب ورغم عمله يذهب كخادم للكنيسة، وعودنا منذ صغرنا على ذلك، وكذلك أمي حتى توفت كنت اهتم بطقوس المسيحية أكثر من أي شيء في حياتي، وكنت اعد نفسي خادمة للرب.
وفي احد الأيام كان لدينا في المنزل أبناء أختي، وهم أطفال امسك احدهم ريموت التليفزيون واخذ يلهو به حتى بعثر قنواته التي كنا نرتبها بحيث أننا نلغي كل القنوات الإسلامية منه (ولكنها مشيئة الله)، بعد رحيلهم أخذت اقلب في القنوات بحثا عن قناة من قنوات الضلال التي كنت أتابعها بنهم شديد، وأثناء تغييري للقنوات جاءت أمامي قناة المجد للقرآن الكريم، أخذت اقلب سريعا لأفوتها، ولكن لعبث الأطفال بالريموت علق الريموت لمدة ثواني قليلة، ثواني قليلة يا إخوتي بين الكفر والإسلام ثواني، يا إخوتي بين الجنة والنار ثواني قليلة! بين الهدى والضلال، وسمعت آية واحدة هي: قوله تعالى:{ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35)} [مريم: 34-35].
وقعت عليا هذه الآية كالصاعقة، لماذا يحترم القرآن المسيح بهذا الشكل، لماذا نحن نسب المسلمين برغم ذكرهم أن عيسى هوا قول الحق، نفضت عن نفسي تلك الأفكار لأني اتبع تعليمات الكنيسة بألا اسمع كلام المسلمين اتقاء للفتنة، أخذت الإنجيل لأقرا فيه لأبعد تلك الأفكار عني، ولكني لم استطع القراءة، وتلك الآية تدق على راسي، حاولت النوم، ولم استطيع، وصوت الشيخ في رأسي يتردد، دخلت احد المواقع المسيحية لعلي أجد ما يهدئ من تلك الأفكار لكني لم أجد ما يشفي صدري بل وزاد الأمر، أردت أن اعرف ما بعد تلك الآية، وما كان قبلها ليتم ذكر المسيح فيها فخطر في بالي أكثر فكرة مجنونة جاءت على عقلي وقتها، سأنزل إلى المحافظة غدا حيث أنني اسكن في مدينة تتبع إحدى المحافظات، وسأذهب لاشتري مصحف لأعرف ماذا يقول عن المسيح، ذهبت في الصباح إلى المحافظة، ودخلت إلى إحدى المكتبات الإسلامية، وكان لحسن حظي أن الذي يبيع بها صبي لم يتجاوز الثانية عشر من عمره، قلت له أريد اصغر مصحف لديك (حتى أتمكن من إخفاءه)، وعندما مددت يدي لأعطيه ثمن المصحف، رأى الصليب على يدي، قال: أنتي مسيحية، قلت: نعم، قال: مش هبيعلك المصحف، قلت: ليه؟ قال: كتاب الله لا يمسه إلا المطهرون، وأنتي مسيحية، معرفش أنتي طاهرة ولا لا؟ لم افهم ما قاله، قلت له: ماذا افعل؟ قال: روحي توضئي، قلت له: كيف؟ شرح لي، ولكنني لم استطع الحفظ، فاحضر ورقة من النتيجة التي جانبه، وكتب لي فيها كيف أتوضأ، ذهبت إلى منزلي وكل الأفكار تعتمل في رأسي، ولا أعلم لماذا طاوعت هذا الصبي؟ حتى وأنا أقف للوضوء، كما اخبرني كنت أقول أنا بعمل إيه؟ ليه دا كله، ولكني استمريت حتى ارتاح مما أنا فيه، ذهبت في اليوم التالي، ذهبت لنفس المكتبة، ولكن وجدت فيها رجل لديه ذقن كبيرة كدت اهرب من المكان لأني كنت اكره من لهم ذقون، واصفهم بالقتلة، وأشباه الشياطين (استغفر الله العظيم)، ولكني وجدت الصبي يخرج لي من وراء والده، وقال لي: أتوضئني، أشرت له بأنه نعم، فأعطاني المصحف، ولما أخرجت ثمنه، قال لي: مش هاخد ثمنه، يمكن ربنا ينفعك بيه، وأكون أنا السبب، وهنا قام والده من مكانه، واتجه نحونا، فقلت في نفسي لعله سوف يطردني، أو يشتم ابنه لأنه أعطاني المصحف، ولكن الرجل ابتسم في وجهي ابتسامة أنارت وجهه، وقال لي: أنتي مسيحية يا بنتي؟ قلت: نعم. قال: خدي المصحف ربنا يهديكي، ورجع إلى مكانه، وابتسامته لم تفارق وجهه.
رجعت إلى منزلي، وانتظرت حتى وقت متأخر من الليل، وأغلقت الباب على نفسي، وفتحت المصحف، ولكن وجدت كلمات كثيرة من أين ابدأ، وكيف؟ لم اعرف، هداني عقلي إلى الانترنت مرة أخرى، وكتبت الآية كما سمعتها فهداني البحث إلى موقعكم هنا، ولكن الموضوع الذي فتحته لم يكن به اسم السورة، لكني وجدت موضوع آخر هو:
^^^() عيسى القرآن و يسوع الإنجيل ^^^()
(وكان لي معه قصة أخرى) حتى وجدتها في موقع آخر، وقرأت سورة مريم من أولها لأخرها، والدموع تنزل من عيني، ولا أعلم لماذا؟ هل ابكي لأني اعرف أني عشت عمري مخدوعة في هذا اللذي أسموه ديني، هل أبكي لأني لم أجد ما استطيع أن احكم عليه أن هذا كلام كاذب؟ لقد وجدت في تلك سورة أن المسلمين يحبون المسيح أكثر منا، ليس كما كانوا يصوروا لنا أن المسلمين أعداء المسيح.
جلست لمدة شهر أو أكثر أطالع موقعكم اللذي أكثر ما جذبني إليه اسمه شبكة ابن مريم، على اسم أكثر من أحببتهم قبل إسلامي، وكنت أقارن الرد على الشبهات فيه فكيف يتناول الإخوة هنا الشبهات التي تدار حول الإسلام، وكيف يردونها بموضوعية، وبالدليل، وبأسلوب علمي هادئ، ومتزن، وكيف يتناول المسيحيين في منتدياتهم الشبهات، بأساليب لا تفيد، وكل الردود يسوع هوا الحق، دي افتراءات وأكاذيب مسلمين، وربما يصل الأمر إلى اتهامك بأنك مسلم متخفي، كما حدث معي عند طرح إحدى الموضوعات على احد المشرفين، وكنت أتمنى أن ينفعني بعلمه، ولكني وجدته يرميني بأبشع الاتهامات، ولم يجبني بعد أن طرحت عليه الموضوع الذي ذكرت أني دخلت عليه أثناء بحثي، وكذلك الأمر عند طرحي الموضوع على قسيس اعترافي الذي كال لي الشتائم من خلف ستاره، وذهبت إلى منزلي باكية، ووجدت نفسي لا أطيق منزلي أو أن أتعامل مع احد من المسيحيين في هذا الوقت، فقررت أن اذهب إلى منزل قريبتي في إحدى المحافظات.
وقريبتي هذه منبوذة من عائلتنا، وهو أكثر ما شدني إليها، لأنها غير ملتزمة بتعاليم المسيحية ولا تمارس الشعائر، وكذلك ابنتها كانت ترتدي حجابا كالمسلمين بحجة الإصابة بمرض في رأسها أدى لسقوط شعرها، ذهبت إليها، وبعد أن تأخر الوقت، أخرجت المصحف، وقد قررت أن اقرأ كل كلمة فيه حتى اعرف ما بهذا الدين، أخذت اقرأ، ولم أتوقف عن البكاء دقيقة واحدة، فقد كانت كل كلمة تنفجر في رأسي لتنسف عقيدتي، وتنسف ما فيه من ضلالات، أخذت أبكي حتى أصابتني إغماءة لم أفق منها إلا على آذان الفجر، وصوت حركة في خارج الغرفة، سارعت بإخفاء المصحف، ورأيت قريبتي، وابنتها، ولما رأوني تلعثموا، فسالت لما الاستيقاظ الآن؟ قالت لي قريبتي: إنهم معتادون أن يصحو في هذا التوقيت، ولكني شككت فيهم، وذهبت إلى غرفتي، ونظرت إلى السماء، ولم اعرف ماذا أقول، غير يا رب، يا رب، يا رب، يا رب، ونمت وفي نومي حلمت بأمي التي توفت منذ ثلاث سنوات، وكانت أمي أحب شيء لي في الوجود، ووجدتها تلبس ثياب المسلمين، وتقول لي: {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)}، وتركتني وذهبت، صحوت وقد علمت أنها رسالة من الله، وهي واضحة، ثم قرأت في الموقع عن قصة إسلام قسيس على يد بائع، بأن سأله البائع، هل قال يسوع أني أنا الله في أي موضع في الإنجيل، وذهبت إلى إحدى الكنائس، وجلست مع احد القسيسين، وطرحت عليه نفس السؤال، فما كان منه إلا أن فعل مثل اللذي قبل من كيل الاتهامات والشتائم، رجعت هذه المرة ولكن بدون بكاء، فقد تبين لدي اليقين، مَن الحق، ومَن الباطل.
وجاء الليل وأخذت أكمل ما كنت اقرأ من القرآن، وأبكي أكثر وأكثر هذه المرة ندما وحزننا على ما فات، حتى اغشي علي مرة أخرى من كثرة البكاء، وأفقت ولكن بين يدي قريبتي وابنتها، ولما أفقت أخذت ابحث عن المصحف، فقالت قريبتي: بتدوري على إيه؟ فخفت أن أقول؟ فقلت: ولا حاجة، قالت: صارحيني، قلت: ولا حاجة، قالت: بتدوري على ده، وأخرجت المصحف، كدت أموت من الخوف، لكن نظراتها جعلتني اهدأ، حاولت الكذب عليها، ولكني لم افلح، قالت لي: لقيتك مغمى عليكي، ووشك كله دموع، وهذا بجانبك؟ فيه إيه؟! فلم أرد، قالت لي: لا تخافي، أنتي بنتي، فلم استطع المقاومة، وقد أردت أن أخرج كل ما في نفسي، صرخت فيها أشهد أن لا إله إلا الله، وان محمدًا رسول الله، وانهرت في البكاء، ولكنها احتضنتني وأخذت تبكي هيا الأخرى، وإليكم المفاجأة، قريبتي وهي أرملة منذ عشر سنوات، أسلمت من سبع سنوات، وابنتها أسلمت بعدها بعام، وأمي الغالية أسلمت قبل موتها بستة أشهر.
إخوتي! أنا أسلمت! والله اعلم متى أعلن إسلامي أمام الجميع!
إخوتي! اعذروا المسيحيين! فهم لا يعلمون! وادعوا لهم بالهداية!
إخوتي! أكثر ما جذبني هنا السماحة والأخلاق، ثبتكم الله عليها.
إخوتي! إن من المسيحيين من فيهم الخير، ولكنهم مخدوعين، ولا يعلمون، فاصبروا، وحاولوا معهم، لعل الله يهديهم بكم، والحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا اله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله
المصدر :شبكة الألوكة